على وقع المهرجان الوطني للبسيسة عاشت مدينة لمطة من ولاية المنستير الدورة الحادية عشرة للتظاهرة المتوسطية للتراث الغذائي بلمطة. وتضمنت الدورة التي أشرف عليها السيد سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية ورشات حول التراث الشعبي الغذائي ولا سيما البسيسة التقليدية حيث رصد المنظمون جوائز هامة لعارضي افضل الاطباق من هذه الاكلة. وذلك في اطار الاحتفال بشهر التراث وككل عام وابتداء من سنة 2000 تنظم جمعية صيانة مدينة لمطة المسابقة الوطنية لأحسن أكلة بسيسة في الجمهورية ولهذا الغرض تقوم لجنة متركبة من أخصائيين في التغذية من اختيار احسن بسيسة واسنادها الجائزة. وتعود أصول أكلة البسيسة الى العهد الروماني والقرطاجي والبيزنطي. والبسيسة اليوم لا يخلو منها بيت ببلادنا وهي اكلة الفقير والغني ولكنها في النهاية حاضرة في الماضي والحاضر وفي تاريخ تونس الطويل وحضارتها وسر اختصاص مدينة لمطة بها هو ان متساكني مدينة لمطة عرفوا منذ زمن طويل بالتفنن في تصنيفها، و«البسيسة» هي احدى أهم الاكلات التونسية التي يؤكد خبراء الصحة أنه يمكن الاعتماد عليها كمصدر مهمّ للبروتينات النباتية المتأتية من الحبوب والبقول الجافة، وترتفع قيمتها عندما ترتبط بالمواد الغذائية الاخرى. ومن خلال هذا المهرجان أصبحت البسيسة عاملا لتحقيق التواصل والتقارب والاستفادة بين جميع مدن تونس وأيضا بين التونسيين. وقد شارك في هذه الدورة 46 متسابقا من مختلف مناطق الجمهورية حيث قدموا انواع مختلفة من البسيسة وهي الشعير، القمح، الحلبة، الفواكه،. الدرع، الرضيع، النافس، الخروب، الجلجلان. وبالتوازي مع المهرجان الوطني للبسيسة تم تنظيم ولأول مرة الملتقى الدولي حول «التذوق المادي ولا مادي» بكلية الآداب والفنون الانسانية بمنوبة بالشراكة مع وحدة البحث والآداب المغاربية بمشاركة باحثين ومختصين من تونس ومن أوروبا والذي تم اختتامه بمدينة لمطة، كما تم تنظيم يوم سياحي بالمدينة بالتنسيق مع المندوبية الجهوية للسياحة والديوان الوطني للسياحة والنزل ووكالات الاسفار بالجهة، هذا وقد تم تنظيم معرض للصناعات التقليدية «النسيج الفخار الزربية التحف الفنية...» ولأول مرة تم تنظيم هذا المهرجان على امتداد يومين وتم اضافة ورشات حية في الموضوع، كما تم تنظيم فضاء للتعريف بالمنتجات البيولوجية والجديد ولأول مرة بالجمهورية تقديم «أكلة البسيسة البيولوجية» بالتعاون مع المركز الفني للفلاحة البيولوجية بشط مريم، هذا المهرجان كان مناسبة لتنشيط المدينة بعروض فنية وثقافية مختلفة من خلال المشاركات متميزة بوفد خاص من مدينة تيورو الايطالية، يتركب من 20 فردا حيث قام بعرض المنتجات التقليدية والغذائية للمدينة المذكورة. تم استناد جائزة أفضل عمل شبابي في مجال «البيئة، عرض، فن، تنشيط، رسم...» ومن الاجنحة المتميزة جناح الجواجم الصفاقسي. لجنة التحكيم التي اطلعت على حوالي 46 نوعا من البسيسة وتذوقتها كلها... لم يفتها ان تنوه بالحرص الجماعي الوطني والجهوي والمحلي على تطوير هذه التظاهرة الهامة كمّا وكيفا بهدف تأصيل عاداتنا الغذائية وإحياء تراثنا العريق... فكانت نصيب الجائزة الاولى: 1000 دينار لآمنة العايب من طبلبة وتم رصدها من قبل معهد التغذية أما الجائزة الثانية فقيمتها 600 دينار تحصلت عليه جمعية المنصوري والجائزة الثالثة تم تسليمها بالتساوي للسيد عمر عباس من قصر هلال قيمتها 200د ونجاة ابراهيم 200د. أما الرابعة فأسندت بالتساوي لكل من نور العجمي حرشاي 100د وسعاد هدار 100د كما رصدت لجنة التحكيم جائزة تشجيعية قدمت للسيدة عجمية متهني 50د جائزة كما اسندت الهيئة المنظمة جائزة أحسن عرض حي «ورشة حية لاعداد أكلة البسيسة ميدانيا» كانت من نصيب سندس بوراوي من لمطة قيمتها 200د أما بالنسبة لجائزة احسن عرض جمعياتي فكانت لجمعية صيانة مدينة قفصة 200د. واسندت جائزة أحسن جمعية محلية لفوج الكشافة بلمطة قيمتها 100د. هذا وقد أسندت اللجنة المنظمة معالق ذهبية لمنتجي أكلة البسيسة المتميزين حسب جودة المنتوج صممت من قبل طلبة مدرسة الفنون الجميلة بسوسة.