على غرار موسم كرة القدم ينتهي موسم اليد محليا على الأقل بجملة من الاشارات الحمراء كانت جلية وواضحة للعيان في قمّة الأسبوع الماضي بين الجارين الترجي والافريقي عندما تحول قصر الرياضة بالمنزه إلى مسرح واسع للتراشق بالشماريخ والكراسي والاعتداء على الروح الرياضية. حوار الأسبوع الماضي كان في إطار الكأس الذي يدرك في جوان المقبل محطته النهائية أما في البطولة فالموعد سيكون هذا المساء مع مباراة الدور النهائي ذهابا للبطولة بين النجم والترجي في القاعة الأولمبية بسوسة وإذا كان فريق جوهرة الساحل سيضمن اليوم دعم جمهوره فإن لقاء الأسبوع المقبل في إطار النهائي إيابا سيدور أمام مدارج فارغة بعد العقوبة التي سلطتها لجنة التأديب على شيخ الأندية التونسية. منطقيا كان كل المهتمين باللعبة الشعبية الثانية ينتظرون الترجي والنجم عند الخط النهائي بطولة وكأسا وهذا ما تحقق فعليا فالفريقان كانا الأفضل والأكثر انتظاما على امتداد هذا الموسم مع أسبقية طفيفة للترجي الذي لم يتعثر كثيرا في المرحلة الأولى مستثمرا على الوجه الأكمل رصيده البشري الممتاز الذي يمزج بين الخبرة والطموح. فنيا ننتظر مستوى أفضل من الذي شاهدناه في «دربي» الجمعة الماضي باعتبار المهارات الفردية العالية المتوفرة للفريقين فالنجم يضم مصباح وسامي ياسين وعيسى والعريبي والجزائري برياح وغيرهم من اللاعبين الشبان الذين نجح مدربهم في إعطائهم تلك الميزة المطلوبة في كل لاعب كرة يد متكامل أي النضج التكتيكي والانضباط وعمل المهم بعيدا عن أي «فلسفة» لا لزوم لها أما الترجي، فالنظر إلى الأسماء التي يضمها يوحي للوهلة الأولى بأنه قادر على التهام الأخضر واليابس. الترجي بسليم الزهاني وبسام مرابط والقطفي ولاغة والغربي وغيرهم يبقى منافسا من الوزن الثقيل ولو أن مردوده في المباراة الأخيرة كان بعيدا عن المألوف ولم يقنع خصوصا خلال الشوط الثاني. ما ننتظره إذن هو اللعب الجميل من الجانبين وفرجة ترتقي بمستوى اليد التونسية التي صعدت في بداية العام الحالي على عرش افريقيا مستعيدة اللقب القاري. دفاع ضد هجوم انطلاقا من مواكبتنا المستمرة لمسيرة الفريقين يمكن القول إن مفاتيح نجاح الفريقين ستكون على مستوى ذلك الحوار القوي المرتقب (دفاع ضد هجوم) أي دفاع النجم ضد الهجوم الضارب للترجي. كمال عقاب سيستعمل قطعا سلاحه المعهود ونعتقد أن نجيب بن ثاير قد جهز نفسه للتعاطي مع مفاجآت الخصم الذي لن يلقي كالعادة بكامل أوراقه الرابحة منذ بداية اللقاء. حساب الأهداف لن يتم خلال الموسم الحالي اللجوء إلى مباراة فاصلة في صورة التعادل في عدد الانتصارات وسيتم احتساب فارق الأهداف المقبولة والمدفوعة في اللقاءين وهذا يعني أن كل الاحتمالات تبقى مفتوحة ذهابا وإيابا خصوصا إذا كانت النتيجة متقاربة في الذهاب. الباجي وفرج اختارت اللجنة الفيدرالية للتحكيم الثنائي الباجي وفرح لإدارة قمة سوسة وهو اختيار صائب في نظرنا بالنظر إلى أن هذا الطاقم الدولي أكد أكثر من مرّة قدرته على إدارة اللقاءات الصعبة دون مشاكل والمؤمل أن يتجاوب الفريقان مع هذا الطاقم وأن يسهلا مهمته. المؤمل أيضا أن تجري هذه المباراة التي ستعطى ضربة بدايته على الساعة 16 في أفضل الظروف من ناحية الروح الرياضية.