استعان كاتب محام بعدل اشهاد وهمي على الايقاع بمهاجر فتسلما منه مبلغ 15 ألف دينار وأبرما معه عقد بيع مدلس لقطعة أرض كائنة بالمرناقية. هذا ما اعترف به المتهمان عند مثولهما أمس للمحاكمة. وتفيد وقائع ملف القضية أن تونسيا يقيم بالخارج وهو كهل في الخمسين من العمر، عاد الى بلادنا خلال خريف العام الماضي، ورغب في اقتناء قطعة أرض صالحة للفلاحة على أن يبني بها منزلا. فاتصل بأحد معارفه وهو كاتب محام وعرض عليه مساعدته في البحث عن قطعة أرض وبعد أيام اتصل به كاتب المحامي وضبط موعدا التقيا اثره، ثم توجها الى جهة المرناقية، حيث أطلعه على قطعة أرض عرضها صاحبها للبيع. فأعجب الكهل بها وقرّر اقتناءها. أفاد كاتب المحامي المهاجر بعد يومين بضرورة الالتحاق به في مكتب عدل اشهاد وسط العاصمة لامضاء عقد البيع، بعد الاتفاق على ثمن قطعة الأرض (15 ألف دينار)، ووفق الموعد المتفق عليه وصل المهاجر إلى المكتب حيث وجد عدل الاشهاد والتحق بهما كاتب المحامي وتم إعداد العقد ووضع ختم محام عليه، وسلّمهما المهاجر المبلغ المالي المتفق عليه. وقد فرح المهاجر بقطعة الأرض التي اقتناها خاصة وأن ثمنها لم يكن باهظا، ثم اتصل بمصالح دفتر الملكية العقارية لتسوية الوضعية القانونية للأرض، وايداع عقد البيع، لكنه تفطن الى أنه وقع ضحية للتحيّل. وأفادت الأبحاث المجراة أن عدل الاشهاد كان «وهميّا» وأن المحامي الذي وضع ختمه على العقد قابع منذ أعوام داخل السجن وأن العقد برمته كان مدلّسا. فرفع المهاجر الأمر الى القضاء وهو ما أدى الى ايقاف كاتب المحامي وعدل الاشهاد الوهمي، فاعترفا بتورّطهما في التحيّل على المهاجر وتدليس عقد البيع. هذا وعاود المظنون فيهما اعترافاتهما أمس أمام هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، فارتأت حجز ملف القضية للمفاوضة والتصريح بحكمها لاحقا.