لأننا نحترم كلمتنا خاصة عندما تكون مع «البرّاني» فقد آلينا على أنفسنا أن نخوض لقاء وديا مع فرنسا حتى وإن لم يكن لدينا «في السوق ما نذوق».. حتى وإن كان الفرنسيون يستعدون للمونديال ونحن نستعد ل«قضية الشهر».. حتى وإن كان الفرنسيون قد اختاروا منتخب 2014 ومازلنا نحن نمضغ أسماء المدربين الذين قد يشرفون على المنتخب الواحد تلو الآخر وانتظار ردّة فعل الجمهور حتى نبرهن بالملموس أن العجلة فعلا تدور.. المهم أننا سنلعب ضد فرنسا.. وربما نقدّم مردودا شهيّا ومثيرا مما يجعل العالم يتحدث عنّا ويتذكر غيابنا عن المونديال وكأننا البرازيل أو ألمانيا أو الأرجنتين.. وربما «يذلّنا» الفرنسيون فوق درّة المتوسط بالذات.. فهكذا نحن نركب على الأحداث ولا ندري عواقبها.. الرابح الوحيد من لقاء اليوم هو الجمهور الذي ينتظر الجميع حضوره بأعداد كبيرة لمشاهدة بعض النجوم لحما ودما والوقوف على استعدادات فرنسا للمونديال ولو أن لا أحد يرشح زملاء هنري لبلوغ المناطق المتقدمة.. كما سيكون هذا الجمهور في امتحان ذاتي يؤكد عودته من عدمها لاحتضان المنتخب الوطني رغم كل ما حدث خاصة أن لاعبي هذا المنتخب مصرّون بدورهم على فتح صفحة جديدة (كدت أكتب «صفقة جديدة») مع الجمهور التونسي الذي خذلوه وعادوا الى ديارهم وكأن شيئا لم يكن.. مكتب جامعي جديد قديم ومدرب وطني جديد قديم ومنتخب جديد قديم.. وجمهور جديد قديم.. وما نتمناه ألاّ تكون النتيجة جديدة قديمة.. لأننا سنؤمن عندها بأننا نعاني والعياذ بالله من عاهة مستديمة. على جناح الأمل تلقى أمس المدرب الوطني سامي الطرابلسي مكالمة هاتفية خاصة جدا عرفنا بوسائلنا الخاصة أنها من سيدة تونسية تعمل أستاذة أي انها مربية واسمها نادرة قحبيش من سوسة خاطبت المدرب الوطني ب«روح وطنية» تذيب الحديد وطلبت قبل أي خطوة فنية أن يعمل هو بالذات كإطار تونسي على «تحفيظ» النشيد الوطني للاعبيه ليتباهوا به ونباهي بهم قبل الحديث عن أي نتيجة.. صدقت امرأة.. وكذبنا جميعا. سليم الربعاوي المدربون ومباراة فرنسا: على الأقل، لن نخسر شيئا المعروف أن لقاء فرنسا لهذه الليلة وبقدر ما يخدم منتخب «الديكة» الذي يستعد لنهائيات مونديال جنوب افريقيا فإنه أيضا يخدم منتخبنا الوطني الذي سجل «نكسته» يوم 14 نوفمبر الماضي وذلك على أكثر من مستوى فضلا عن الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وايضا السياحية... ولكن ما هي الاستفادة الفنية التي يمكن ان تضاف الى فريقنا الوطني من خلال هذا اللقاء الذي سيدور بملعب رادس هذه الليلة في حدود الساعة الثامنة ليلا. هذا السؤال طرحناه على بعض المدربين فكانت الآراء كالآتي: عبد الحي العتيري: لن نخسر شيئا...والافادة واضحة أعتقد أن فريقنا الوطني لن يخسر شيئا من مواجهته للفريق الفرنسي بقدر ما ستكون له استفادة كروية ومعنوية حيث سينشّط هذا اللقاء لاعبين ويخلق فيهم نوعا من الحركية باعتبارهم سيواجهون فريقا كبيرا يضم لاعبين من الحجم العالمي وسيلعبون في كأس العالم وهو ما يعني ان هذا الاحتكاك مع هؤلاء اللاعبين مفيد وأعتقد أيضا أنه وبحكم ان المقابلة واحدة قد يقدم فريقنا الوطني مردودا كبيرا يشرفنا ويليق بنا. سمير الجويلي: موعد في غير وقته... والفائدة حاصلة رغم أن موعد اللقاء لم يكن في الوقت المناسب وذلك لعدة اعتبارات بالنسبة لمنتخبنا الوطني الذي لم ينل وقته الكافي أيضا للاعداد لهذه المباراة الدولية الهامة فإنني أعتبر أن الفائدة حاصلةدائما باعتبار أن كل مباراة ودية وخاصة أمام منتخبات في حجم المنتخب الفرنسي تكون ناجعة للاعبين وللفريق ككل وحتى للمشهد الكروي وما أتمناه هو الاعلان عن بداية التأهيل الحقيقي للمرحلة القادمة ومن المفروض أن تكون الاطراف المسؤولة قد أعدّت برنامجها بما يمهد سبل النجاحات. محمد الكوكي: احتكاك... واستفادة بشكل أو بآخر فإن أي مباراة ودية تعتبر ايجابية لأي فريق وذلك على كل المستويات وفي كل الاوقات غير أنني شخصيا تمنيت لو كانت المباراة لهذه الليلة في وقت آخر باعتبار أن منتخبنا الوطني لم يتأهل للمونديال فنيا فيكفي ان يسجل أي لاعب حركيته امام اي فريق فما بالك عندما يكون أمام فريق في حجم فرنسا الذي سيلعب في المونديال وأمام لاعبين سيحتك بهم وهم من الحجم الثقيل.