حضور المنتخب الفرنسي الى ملعب رادس يمثل حدثا في حد ذاته ولذلك كان الحضور استثنائيا وكان عبارة عن حفل والجمهور الذي تحول الى هناك لم يندم رغم ان المستوى العام للمقابلة لم يبلغ درجة الجيد ولكن الاندفاع والحماس والجدية هي التي جعلت من اللقاء حماسيا. المقابلة انطلقت بالسرعة القصوى وخاصة من جانب المنتخب الوطني الذي اندفع للهجوم عن طريق «المهاري» فهيد بن خلف الله الذي نشط الجهة اليمنى (رغم ان الهدف جاء من الجهة اليسرى) توغلات بن خلف ا& كانت سريعة جدا وهو ما أثّر على توازن المنتخب الفرنسي الى ان جاء الهدف الاول في الدقيقة السادسة بعد تمريرة من فهيد وانزلاق من عصام جمعة واللاعبان يعرفان جيدا البطولة الفرنسية وليس لهما اي مركب نقص في مواجهة نجوم فرنسا. ذكاء الطرابلسي المنتخب واجه نظيره الفرنسي بخطة (4/2/3/1) اي بالعيفة والميكاري والجمل وحڤي في الدفاع ومهدي النفطي والقربي كوسط ميدان دفاعي والدراجي وبن خلف ا& والمساكني كوسط ميدان مهاجمين اضافة الى عصام جمعة بمفرده في الهجوم وهذه الطريقة ازعجت كثيرا المنتخب الفرنسي الذي بحث عن السيطرة على وسط الميدان لكنه عجز عن ذلك. بن خلف الله وريبيري والآخرون في الشوط الاول تألق فهيد بن خلف ا& من الجانب التونسي وفرنك ريبيري من الجانب الفرنسي وكان مردود الآخرين عاديا. امتياز بن خلف ا& كان في السرعة والانتقال بالكرة من الوضعية الدفاعية الى الهجومية. أما امتياز ريبيري فقد تمثل في الترفيع في النسق والقدرة على تجاوز اي مدافع واللعب في الجهة اليسرى رغم انه يميني وذلك للمرور الى وسط الملعب اي قبالة الحارس والتصويب. بداية تونسية النصف الاول من الشوط الاول كان للمنتخب الوطني والدليل ان منتخب «الديكة» لم يتحصل على أي فرصة والفرصة الاولى كانت في الدقيقة 23 عن طريق ريبيري أمّا المنتخب الوطني فقد تحصل على عديد الفرص في النصف الاول من الشوط الاول وتحديدا في الدقيقة السادسة عندما سجل الهدف والعاشرة دائما عن طريق بن خلف ا& الذي كان وجها لوجه لكنه فضّل التمرير لعصام جمعة وكذلك في الدقيقة 16 عندما راوغ عديد اللاعبين وصوّب خارج المرمى. عودة فرنسية ويقظة من البلبولي النصف الثاني من الشوط الاول كان فرنسيا وخاصة بواسطة ريبيري ومالودا لكن البلبولي كان يقظا ومتفطنا للتصويب والمراوغة والتسرّب كما ان تكتل المنتخب الوطني أمام هذا الحارس ساعد على المحافظة على التقدم في النتيجة. أوّل هفوة وأول هدف في الشوط الثاني كانت البداية بطيئة نسبيا وتواصل بحث منتخب فرنسا على السيطرة على وسط الميدان ولكن تمركز المنتخب والضغط على حامل الكرة كان جيدا الى أن جاءت الدقيقة 62 التي شهدت أول هفوة تونسية (تمثلت في خروج خاطئ للحارس حمدي القصراوي الذي عوض المثلوثي) ونتج عن ذلك هدف التعادل من رأسية غالاس. تغييرات لكن المدرب سامي الطرابلسي بحث عن ادخال بعض التغييرات وذلك بعد تراجع المردود العام بسبب نسق الشوط الاول ورغم ذلك تراجع المردود وتراجع المنتخب ب 20 مترا الى الخلف بحثا عن المحافظة على النتيجة. ماذا تفعل فرنسا في المونديال؟ المستوى الذي قدمه المنتخب الفرنسي في اللقاء الودي أمس برادس أكّد أن هذا المنتخب سيجد عديد الصعوبات في مونديال جنوب افريقيا رغم أن اللقاءات الودية لا تكشف عادة مستوى المنتخبات او الاندية ويذكر الجميع ان المنتخب الفرنسي كان سيئا الى ابعد الحدود في التحضيرات لمونديال 98 ولكن فاز باللقب وأطاح بالبرازيل في النهائي. عودة استبشر بها الجمهور قبل 15 دقيقة من نهاية اللقاء اقحم سامي الطرابلسي ياسين الشيخاوي واستقبله الجمهور أفضل استقبال والأكيد أنه لا يمكن الحكم على الشيخاوي لأنه التحق بالميدان بعد تراجع المردود العام للمنتخب كما انه مازال في حاجة الى نسق المقابلات.