شهد مونديال 82 باسبانيا حدثين بارزين في تاريخ الافارقة والعرب فلأول مرة يمثل القارة السمراء منتخبان هما الجزائر والكامرون كما كان العرب ممثلين بمنتخبين هما الجزائر والكويت. لئن كانت المشاركة الكويتية غير موفقة بعد انقياد منتخبها الى هزيمتين أمام فرنسا (4-1) وانقلترا (1-0) واكتفت بجني نقطة وحيدة اثر تعادل مع تشيكسلوفاكيا (1-1) فإن الجزائر حققت انجازا كبيرا بهزمها لألمانيا (2-1) كما هزمت الشيلي (3-2) وكانت قبلها انهزمت أمام النمسا (2-0) الا أن مؤامرة ألمانية نمساوية حرمت منتخب بلد المليون شهيد من الترشح الى الدور الثاني حيث فازت ألمانيا على النمسا (1-0) في مباراة مسرحية لاخراج الجزائر أما منتخب الكامرون فقد حقق ثلاثة تعادلات أمام البيرو وبولونيا (0-0) وتعادل بهدف لمثله أمام ايطاليا لتترك ورقة الترشح لهذه الاخيرة بفارق الاهداف المقبولة والمدفوعة وقد راجت بعدها أخبار عن تخاذل الكامرونيين أمام الايطاليين وقد أجرى الاتحاد الايطالي لكرة القدم تحقيقا في المسألة الا أن الملف أغلق لغياب الادلة. ال «كاتاناتشو» يعطل «الماكينات» الألمانية رغم أن بداية المنتخب الايطالي كانت غير قوية حيث مر بصعوبة من الدور الاول بلا أي فوز وبفارق الاهداف المقبولة والمدفوعة على الكامرون الا أنه في الدور الثاني صنع المفاجأة بإزاحته لبطل العالم الارجنتين وأقوى منتخب آنذاك منتخب البرازيل ثم أزاح بولونيا ليضرب موعدا في النهائي مع ألمانيا الذي لم تقدر على مجاراة النسق الذي فرضه عليها الايطاليون لتنهزم (3-1). باولو روسي: من العار الى المجد حين وجه المدرب الايطالي أنزو بيرزوت الدعوة لباولوروسي للمشاركة في مونديال 82 استغرب الجميع هذه المسألة لا لأن روسي لاعب نكرة بل على العكس من ذلك تماما فباولو مازال حديث العودة الى اللعب (أفريل 82) اثر عقوبة بالتجميد لمدة سنتين نظرا لاتهامه بالتلاعب بنتائج الكالشيو في قضية عرفت باسم «توتو نيرو» ولم يخيب باولو روسي توقعات بيرزوت في امكاناته حين ساهم مساهمة فعالة في عودة ايطاليا الى منصة التتويج العالمية بعد 44 سنة خاصة بثلاثية أمام البرازيل وخرج بطلا لهدافي الدورة بستة أهداف. باولو روسي: مسح عار التلاعب بالنتائج بفوزه بكأس العالم المكسيك 86 : الارجنتين بفضل مارادونا والتألق للمغرب بعد 16 سنة فحسب عادت المكسيك لاستضافة المونديال ورغم الزلزال الذي ضرب هذا البلد أشهرا قليلة قبل الموعد العالمي الا أن احفاد حضارة «المايا» رفعوا التحدي وعلى انقاض معاناتهم نجحوا في تنظيم المحفل الكروي الاهم في العالم الذي ارتفعت خلاله أسهم العرب بحضور ثلاثة منتخبات هي المغرب والجزائر والعراق ولئن خرج الجزائريون والعراقيون مبكرا بعد أن مني المنتخب الجزائري بهزيمتين أمام اسبانيا (3-0) والبرازيل (1-0) واكتفوا بتعادل وحيد أمام ايرلندا الشمالية (1-1) أما المنتخب العراقي فلم يحقق أي فوز بعد أن انهزم أمام الباراغواي (1-0) وبلجيكا (2-1) ثم المكسيك (1-0) فإن المنتخب المغربي نجح في صنع أول انجاز افريقي تمثل في بلوغ الدور الثاني بعد أن تعادل في الدور الاول أمام بولونيا وانقلترا بنتيجة (0-0) ثم فاز علىالبرتغال (3-1) لينهزم في الدور ثمن النهائي أمام ألمانيا (1-0) في الوقت القاتل اثر مخالفة سددها بكل قوة لوثر ماتيوس. مارادونا على عرش العالم كان مونديال 86 ..بلا منازع مونديال مارادونا الذي أمتع العالم وفعل كل شيء برجله ورأسه وحتى يده ليقود الارجنتين الى كأسها العالمية الثانية وليؤكد أن خفوت نجمه في المونديال الفارط كان بسبب نقص الخبرة لا غير... في مونديال 86 ملأ مارادونا الدنيا وشغل الناس ليكون بالفعل واحدا كألف فقاد منتخب بلده بكل اقتدار الى عرش العالم وقبله صعد هو على عرش النجومية عالميا وما يحسب لماردونا أن منتخب الارجنتين كان بلا نجوم مقارنة بمنتخب سنة 82 وكان مارادونا وراء عملية كل هدف اذا لم يختتمها هو نفسه بأن يسجل هدفا وكانت كل أهدافه جميلة جدا استعمل فيها كل مخزونه الفني ومهاراته الى أن أوصل منتخب بلاد الارض الفضية الى النهائي أمام ألمانيا ليمرر ثلاث كرات ثمينة الى كل من فالدانو وبورشاغا الذي سجل ثنائية ورغم نجاح الالمان في التعديل (2-2) الا أن مارادونا بقي ثابتا ليمرر مرة أخرى الى بورشاغا كرة ذهبية حسمت الامر لصالح الارجنتين بل لصالح مارادونا والذي فاز على ألمانيا (3-2). رقم 19 كانت المباراة النهائية بين الارجنتين وألمانيا على ملعب آزنيكا بالعاصمة مكسيكو هي المباراة رقم 19 بهذا الملعب بعد أن شهد 10 مباريات في مونديال 70 و9 في هذا المونديال وهو الى حد الآن صاحب الرقم القياسي كأول ملعب جرى به هذا العدد من اللقاءات في المونديال.