انطلقت نهاية الأسبوع المنقضي أنشطة بنك «الزيتونة» كأول بنك تجاري تونسي مختص في المالية الإسلامية، وفي أعقاب الافتتاح الرسمي الّذي حضره إلى جانب مؤسس البنك السيد محمّد صخر الماطري وأعضاء مجلس الإدارة السيدان محمّد رضا شلغوم وزير المالية وتوفيق بكار محافظ البنك المركزي وممثل عن الجمعية المهنية للبنوك، عقد المشرفون على البنك ندوة صحفية أبرزوا خلالها إستراتيجية عملهم خلال الفترة المقبلة وأهدافهم المتعلّقة بالاندماج في سوق التعاملات المالية والمصرفية في تونس. يُذكر أنّه تمّ تأسيس بنك الزيتونة في أكتوبر 2009 من قبل رجل الأعمال محمد صخر الماطري، رئيس لمجموعة «برانساس هولدينغ»، مقدّما عرضا متكاملا ومجددا من المنتوجات والخدمات المصرفية الموجهة إلى مختلف الأسواق (الخواص والمهنيون والمؤسسات) طبقا لمبادئ التشريع الإسلامي. موارد بشرية ومنتوجات وخدمات ويأتي افتتاح شبابيك البنك للعموم بعد القيام باستعدادات هامة، منذ نوفمبر 2009، وذلك في إطار برنامج يحمل اسم «انجاز». وشملت هذه الاستعدادات مختلف المجالات: موارد بشرية ومنتوجات وخدمات وحوكمة ونظام معلوماتي وإجراءات وشبكة توزيع...وقد اقر بنك «الزيتونة» برنامجا لتنويع قنوات التواصل مع الحرفاء، إذ سيتولى، خلال السنوات الخمس الأولى، تطوير شبكة تتكون من مئات نقاط البيع في أهم المدن بالبلاد. كما سيضع على ذمة الحرفاء موزعات بنكية آلية إلى جانب تسخير أفضل الأدوات المصرفية عن بعد (خدمات بنكية عبر الانترنات وإرساليات قصيرة وعبر الهاتف). وأشار السيد محمد صخر الماطري في تصريح للصحافيين أنّ بعث البنك يأتي للمساهمة والاندماج في تحقيق أهداف البرنامج الرئاسي للخماسية المقبلة وبالأخص بنده المتعلق بمزيد تأهيل وتطوير الجهاز المصرفي والبنكي وتعصيره بما يتلاءم مع تطورات الأوضاع وحاجيات الاقتصاد الوطني. رأس مال البنك وقال المشرفون على البنك خلال اللقاء الصحفي الذي انتظم بالمقر المركزي بجهة الكرم إنّ رأس مال البنك قيمته 35 مليون دينار مع سبعة مساهمين يمثلون اكبر المجمعات التونسية الخاصة ومنها «برانساس هولدينغ» المساهم المرجعي ، وسيرتفع الرأسمال الاجتماعي للبنك إلى 100 مليون دينار تونسي في افق 2011 بهدف مواكبة مخطط النمو الاستراتيجي للبنك. وأضافوا أنّ عدد الموظفين والعاملين بالبنك حاليا هو 250 وأنّه انطلق ب9 فروع ويرنو إلى بلوغ 20 فرعا مع نهاية العام الجاري على أن يكون متواجدا في جميع جهات الجمهورية التونسية موفى سنة 2011. وعن هدفهم حيال التموقع في السوق المصرفية والبنكية في تونس فقد أفاد المشرفون على البنك أنّ هدفهم المرحلي هو بلوغ نسبة 5 % كحصة من مجموع المعاملات المصرفية والبنكية التونسية. وقدّم فضيلة الشيخ محمد مختار السلامي رئيس الهيئة الشرعية للبنك معطيات حول طبيعة النظام المصرفي الإسلامي وقال بالخصوص: «إن بعث بنك الزيتونة يأتي استجابة لرغبة في باطن كلّ مسلم يريد أن يعيش إيمانه» وأضاف أنّ معاملات البنك ستقوم على البيع والشراء وعلى هامش ربح سنوي مع عدم وجود مفهوم الفائدة أو الفوائض البنكية المتعارف عليها إلى جانب أنّ البنك يقوم بعمليات التمويل في الاقتصاد الحقيقي. ويرنو بنك «الزيتونة» على صعيد آخر، الى اكتساب بعد إقليمي، ولا سيما في المنطقة المغاربية، خاصة وانه أول بنك إسلامي مغاربي لا ينتمي الى مجموعة مصرفية اجنبية. وتبعا لذلك سيكون بنك «الزيتونة»، أول بنك إقليمي ذي مسؤولية اجتماعية هامة ،يساهم بفاعلية في دفع النمو الاقتصادي للبلاد وتطوير التبادل التجاري الاقليمي.وبالتوازي مع ذلك نسج البنك علاقات قوية مع البنوك المغاربية والمتوسطية بهدف تيسير العمليات المالية والتجارية لحرفائه.ويعد انطلاق أنشطة بنك الزيتونة تجسيما لإدراج المالية الإسلامية في تونس. وتشهد المالية الإسلامية، التي تسجل معدل نمو يتجاوز الرقمين وحجم نشاط يفوق 700 مليار دولار، إقبالا واهتماما متناميين، اذ أبرزت دراسات انجزت بشأنها، صلابة البنوك الإسلامية وقدرتها على الصمود إزاء تأثيرات الصدمات ومنها الأزمة المالية والاقتصادية الدولية الأخيرة.