توجه الرئيس زين العابدين بن علي الى القمة الفرنسية الافريقية الخامسة والعشرين التي تحتضنها مدينة نيس الفرنسية بكلمة حول «التغيرات المناخية» تولى القاءها نيابة عن سيادته في الجلسة المخصصة لهذا الموضوع السيد محمد الغنوشي الوزير الاول. وفي ما يلي نص هذه الكلمة: «بسم الله الرحمان الرحيم فخامة الرئيس نيكولا ساركوزي رئيس الجمهورية الفرنسية أصحاب الفخامة والمعالي رؤساء الدول والحكومات حضرات السادة والسيدات لقد ادركت المجموعة الدولية فداحة الخطر الذي تمثله التغيرات المناخية وجسامة التهديدات التي تشكلها بالنسبة الى الانسانية جمعاء. ولئن كانت القارة الافريقية لاتتحمل اية مسؤولية عن استفحال هذه الظاهرة باعتبارها اقل مناطق العالم تسببا في الانبعاثات الغازية الملوثة فانها مع ذلك مرشحة لان تكون الاكثر تضررا منها. كما ان انجراف التربة وتقلص الغابات وارتفاع مستوى البحر وشح الموارد المائية تشكل هي الاخرى اخطارا اضافية تهدد التنمية المستدامة في بلداننا. وان وعينا المشترك بخطورة التغيرات المناخية على مصير الانسانية يدعونا اكثر من اي وقت مضى الى تكثيف العمل من اجل المحافظة على الغابات واعادة التشجير وايقاف التصحر وانجراف التربة والحد من الانبعاثات المتسببة في الاحتباس الحراري وتشجيع انتاج الطاقات البديلة. وقد اخذنا في الاعتبار مجمل هذه التحديات الجديدة في صياغة سياستنا العامة واستراتيجياتنا التنموية على المستويات الوطنية والاقليمية والقارية. وإننا واثقون بان شركاءنا الغربيين وفي مقدمتهم فرنسا قادرون على تيسير اتخاذ قرارات شجاعة تمكن من مواجهة تهديدات التغيرات المناخية وتيسير العمل على ارساء اقتصاد عالمي جديد يراعي المحافظة على البيئة ويشجع على تطوير التكنولوجيات الحديثة التي تستخدم طاقات متجددة من شأنها خلق مزيد من مواطن الشغل ومصادر الثروة. وان افريقيا التي تسهم بانظمتها البيئية المميزة وغاباتها الشاسعة في المحافظة على التوازن البيئي العالمي تأمل في ان تجد تضامنا فعالا لدى الدول الصناعية خصوصا في ما يتعلق بالتمويل ونقل التكنولوجيا. ولئن لم ترتق نتائج قمة كوبنهاغن الى مستوى الامال المعلقة عليها فان ذلك لا ينبغي ان ينال من عزائمنا لان اتفاق كوبنهاغن السياسي يتضمن ما يكفي من العناصر الايجابية التي يمكننا البناء عليها. ونحن نعتزم الذهاب الى كانكون بالروح نفسها الوفاقية والتضامنية من أجل التوصل الى اتفاق حول المناخ يكون كفيلا بالحد من ارتفاع حرارة الارض والمحافظة على مصالحنا جميعا