لوّحت امس قوات الاحتلال الامريكي باجتياح مدينة سامراء اذا لم تنسحب منها المقاومة وهو ما ينذر بتفجّر معارك واسعة مثلما حدث في الفلوجة في الربيع الماضي. وبالتالي مع هذا التهديد حاصرت امس قوة امريكية منزل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في النجف واشتبكت مع انصاره قبل ان تنسحب اثر توغل استمر ساعة تقريبا. وبدا التهديد باقتحام مدينة سامراء الواقعة شمالي بغداد، ومحاصرة منزل مقتدى الصدر في النجف علامتين واضحتين على تصعيد قريب محتمل من جانب الجيش الامريكي. وقال امس العقيد الامريكي «دراغون» آمر اللواء الثاني في فرقة المشاة الامريكية الاولى المتمركزة في محافظة صلاح الدين (التي تضم تكريت وسامراء...) ان قواته ستلجأ الى استخدام القوة العسكرية لاجتياح سامراء اذا لم يغادرها رجال المقاومة او يلقوا سلاحهم. وأضاف الضابط الامريكي موجها تهديده هذا الى حشد من رؤساء العشائر في تكريت: «الوضع خطير والوقت ليس في صالح الجميع...». واعتبر «دراغون» ان على كل المسلحين المتواجدين في المدينة ان يغادروها كي تدخلها القوات الامريكية دون قتال حسب تقديره. وجاء هذا التهديد الصريح من جانب الامريكيين بعد الضربة التي تعرضت لها قوات الاحتلال الشهر الماضي في سامراء حيث قتل 5 من جنودها على الاقل في هجوم لملقاومة. وتجدر الاشارة الى ان المقاومة العراقية تفرض سيطرتها بشكل شبه تام على المدينة التي يصل عددها سكانها الى ما يقرب من نصف مليون نسمة. على صعيد آخر اندلع امس في النجف (160 كيلومترا جنوبي بغداد) قتال عنيف قرب منزل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي حاصرته قوة امريكية مدعومة بوحدات من الحرس الوطني العراقي (الموالي للامريكيين) ثم انسحبت اثر اشتباك مع حراس الصدر. وكان الامريكيون يحاولون على الارجح اعتقال الصدر بعد اعتقال عدد من معاونيه في الفترة الاخيرة. واكد جواد كاظم مدير مستشفى الحكم في النجف ان سيدة استشهدت في حين جرح 3 اشخاص على الاقل في المواجهات التي استخدمت فيها الاسلحة الخفيفة والمتوسطة. وتصدى انصار الصدر الذين انتشروا حول المنزل للقوات المقتحمة بواسطة مدفعية الهاون وقاذفات الصواريخ والاسلحة الرشاشة. وشوهدت سيارة تحترق في حي «الزهراء» الواقع في القسم الشرقي من النجف والذي توغلت فيه القوة الامريكية المدعومة بالعناصر العراقية شبه العسكرية. وظلت القوة المتوغلة مدة ساعة تقريبا في الحي ثم انسحبت.