حذّرت هيئة علماء المسلمين السنة العراقية من ان مدينة الفلوجة مرشحة لتكون الهدف القادم للقوات الأمريكية بعد النجف التي تتعرض منذ حوالي أسبوعين لحملة أمريكية شرسة لأجل تصفية انتفاضة أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي تقول بعض التحليلات أن ايران تدعم ثورته في اطار صراعها مع الولاياتالمتحدة والكيان الاسرائيلي. وفي أفريل الماضي كانت الفلوجة التي توصف بأنها أحد قلاع السنة في العراق قد تعرضت لعدوان أمريكي أوقع مئات الشهداء والجرحى وخلّف خرابا كبيرا في المدينة التي تمكنت مع ذلك من الصمود وأجبرت القوات الأمريكية على البقاء خارجها. الفلوجة بعد النجف لكن المدينة التي تتعرض لتحرش مستمر من قبل القوات الأمريكية قد تجابه في المستقبل القريب عدوانا جديدا في محاولة لتحقيق ما فشلت في تحقيقه في أفريل الماضي. وقال الشيخ عمر العيساوي عضو هيئة علماء المسلمين في خطبة صلاة الجمعة أول أمس ان الفلوجة قد تتعرض لهجوم أمريكي كبير بعد ان تفرغ قوات الاحتلال من هجومها على النجف. وأضاف الشيخ العيساوي ان أهالي الفلوجة يشعرون بأن مخططا يجري لاستهداف مدينتهم. وأبدى العيساوي مخاوفه في ظل تصاعد وتيرة الغارات الجوية الأمريكية التي أوقعت في غضون الأسابيع الماضية عشرات الشهداء والجرحى. وكانت تقارير قد تحدثت هذا الاسبوع عن تهديدات أمريكية باجتياح المدينة اذا لم تنسحب منها جماعات المقاومة وتلقى سلاحها وهي مطالب كان الجيش الامريكي قد أخفق في تحقيقها خلال هجوم الربيع الماضي لكنه قال مرارا انه لن يتنازل عنها. رسالة ايرانية؟ وبالنسبة الى احداث النجف التي تشهد منذ أسبوعين انتفاضة مسلحة جديدة من جانب أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تقول بعض التحليلات ان ايران تدعم هذه الانتفاضة في سياق صراعها مع الادارة الأمريكية الحالية وفي ضوء التهديدات الاسرائيلية الأمريكية باستهداف منشآتها النووية بدعوى احتمال نجاح طهران في انتاج سلاح نووي في المستقبل القريب. ويقول محللون ان تنظيم الصدر العقائدي يتلقى الدعم والتمويل من ايران. وتتحجج بعض الاوساط الغربية وكذلك الحكومة العراقية المنصبة من قبل سلطة الاحتلال بأن للصدر صلة قوية بالمرجع الديني الايراني كاظم الحائري المقرب كثيرا من المرشد الاعلى للثورة الايرانية علي خامنئي. وتشير الاوساط ذاتها الى زيارتين قام بهما الصدر لإيران خلال الاشهر الماضية. وزادت الحكومة العراقية المؤقتة في الآونة الاخيرة من اتهامها للتيار الصدري بتلقي الدعم العسكري من ايران، لكن واشنطن نفسها أكدت انها لا تملك الأدلة على ان ايران مدت أنصار مقتدى الصدر بالسلاح. ويخلص محللون الى الاعتقاد بأن ثورة الصدر ليست الا «رسالة» ايرانية للأمريكيين مفادها ان على واشنطن ان تكبح جماح الكيان الاسرائيلي ومنعه من استهداف منشآت ايران النووية، والا اتسع نطاق انتفاضة النجف وبلغ حدا لا يمكن للأمريكيين السيطرة عليه. من جهتها نقلت صحيفة «الوطن» السعودية عن الخبير الامريكي «اسحاق نقاش» المنتمي الى تيار المحافظين في واشنطن ان الهدف من التصعيد ضد تيار مقتدى الصدر يتمثل في حمل الصدر على الانضمام الى اللعبة السياسية في العراق في ظل الاحتلال الامريكي.