اعتبر الجيش السوداني قرار مجلس الامن الدولي الاخير حول دارفور «اعلان حرب» مؤكدا أنه سيقاتل اي تدخل اجنبي في السودان بينما أعلنت الجامعة العربية امس انها ستعقد اجتماعا طارئا الاحد المقبل حول الوضع في دارفور. وصرّح متحدّث باسم الجيش السوداني لصحيفة «الانباء» السودانية الرسمية امس بأن الجيش يعتبر قرار مجلس الامن الدولي حول دارفور «اعلان حرب». وقد أمهل مجلس الامن الدولي في قرار تبنّاه الجمعة الماضي الحكومة السودانية 30 يوما لتسوية الازمة في دارفور قبل اتخاذ «اجراءات ضدّها» قد تكون عقوبات اقتصادية او اللجوء الى القوة العسكرية. اعلان حرب ونقلت الصحيفة عن الفريق محمد بشير سليمان قوله ان قرار مجلس الامن حول مسألة دارفور «اعلان حرب ضد السودان وشعبه». وقال الفريق سليمان إن الجيش السوداني «جاهز الان براوبحرا وجوّا لمواجهة اعداء السودان في ظل الاستهداف الخارجي». وأضاف سليمان ان «الحملة الشرسة على السودان جزء من الحرب النفسية التي تمارس ضده». داعيا وسائل الاعلام الى أن «تهيئ الناس لمعركة غير تقليدية». وأكّد المتحدث باسم الجيش السوداني لن نستقبل الامريكيين بالزهور او الرايات البيضاء ونعرف كيف نحاربهم ونحن جاهزون لقتالهم بطريقتنا التي ستعرف في وقتها». وكانت صحيفة «انديبندنت» البريطانية ذكرت في عددها الصادر امس الاول ان جنودا بريطانيين وضعوا في حالة تأهب لاحتمال ارسالهم الى السودان للمساعدة في معالجة ما تصفه الاممالمتحدة بأسوإ ازمة انسانية. ووصفت متحدثة باسم وزارة الدفاع البريطانية ما نشرته الصحيفة بأنه «مجرّد تكهّن» لكنها كررت تصريحات ادلى بها كبار قادة القوات المسلحة البريطانية في الاسبوع الماضي بأن بريطانيا قد ترسل قوات الى السودان اذا طلب منها ذلك. وأوضحت الصحيفة انه تم ابلاغ جنود اللواء 12 للمشاة مطلع الاسبوع عن احتمال السفر الى السودان. وندّدت الحكومة السودانية في اجتماعها امس الاول بمهلة الثلاثين يوما التي حددها مجلس الامن الدولي للتحرك في دارفور وقالت انها ستتخذ برنامجا مدّته 90 يوما تم الاتفاق عليه في وقت سابق مع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان. وأبلغ وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل الصحفيين بعد اجتماع الحكومة ان مجلس الوزراء السوداني ندد بالفترة الزمنية التي اقترحها مجلس الامن واعتبرها غير منطقية وصعبة التنفيذ خاصة أن الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع كوفي عنان يتيح فترة مدّتها 90 يوما. وأكّد أن السودان سيلتزم بتنفيذ الاتفاق الذي وقعه مع عنان في 3 جويلية الماضي. اجتماع طارئ وأعلن المتحدث باسم الجامعة العربية حسام زكي امس ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون الاحد المقبل اجتماعا طارئا في مقر الجامعة، حول الازمة في دارفور. وقال زكي للصحفيين ان «الامين العام للجامعة عمرو موسى اجرى اتصالات مكثفة بوزراء خارجية الدول العربية للاعداد لهذا الاجتماع الاحد المقبل بطلب من الحكومة السودانية للنظر في ازمة دارفور». وأضاف زكي أن «عديد الوزراء العرب ابدوا موافقتهم على عقد هذا الاجتماع الذي قد يكون يوم 8 أوت». وأوضح المتحدث ان الوزراء العرب سيعملون على التوصل الى موقف موحّد بشأن مسألة دارفور. وكشف مصدر ديبلوماسي عربي رفيع المستوى في القاهرة ان من بين المواضيع التي ستطرح على جدول اعمال الاجتماع مشاركة قوات عربية في اطار قوة تابعة للاتحاد الافريقي في دارفور». وبدأت الخارجية المصرية من جانبها باجراء اتصالات واسعة مع القوى المؤثرة في ازمة دارفور. وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط انه اجرى اتصالات مع خافيير سولانا الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي والأمين العام للامم المحدة كوفي عنان ووزير الخارجية الامريكي كولن باول ووزير الخارجية الهولندي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي.