تناولت الصحف البريطانية والأمريكية الصادرة أمس أثار العدوان الصهيوني على قافلة «أسطول الحرية» الساسية على كيان الاحتلال سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي مشيرة الى أنها زادت من صعوبة مساعي إدارة الرئيس الأمريكي «لاحلال السلام» وأثرت على تحالفاتها في المنطقة، فيما تواصلت ردود الفعل الدولية المندّدة بالعملية الهمجية والجريمة التي ارتكبت في حق المتضامنين العزل. وفي هذا الاطار قال باتريك كوكبيرن الكاتب في صحيفة «الاندبندنت»، البريطانية إن الحملة الاعلامية التي قامت بها اسرائيل للدفاع عن عمليتها العسكرية ضد القافلة أثارت نزعة التشكيك لدى الاسرائيليين بقدرات الجنرالات والساسة الاسرائيليين مؤكدا أنهم يشعرون الآن بالحيرة والدهشة وهم يرون أن جميع الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها اسرائيل خلال هذه العقود انتهت بالفشل ودون تحقيق مكاسب سياسية منذ حرب أكتوبر 1973 انتهاء بالهجوم على سفن قافلة الحرية. انتصار ولا في الخيال وأشار الكاتب البريطاني قائلا إن «المواجهة الاسرائيلية مع منظمي القافلة انتهت بنصر لم يكن يحلم به هؤلاء إذ أصبح الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة في مركز اهتمام العالم وتزايدت الدعوات الدولية لانهائه بعد تراجع اهتمام العالم به مؤخرا». وتابع كوكبيرن قائلا إن الهجوم أدى إلى توتر العلاقات بين اسرائيل وتركيا «إلى درجة يصعب اصلاحها وعززت موقع حركة حماس التي تدعي اسرائيل أن الحصار يهدف الى اضعافها». ومن جانبها تساءلت صحيفة «الغارديان»، أثناء تناولها لتداعيات العدوان «هل سيتغير شيء على أرض الواقع أم أن النسيان سيطوي ذكرى القتلى الذين سقطوا وهم يسعون الى فكّ الحصار عن غزة كما طوى النسيان ذكرى مقتل راشيل كوري وتوم هاريندال وجيمس ميلر؟». وأشارت الصحيفة إلى أن «الدلائل الأولية مثيرة لليأس ولا تبشر كثيرا، فالمبادرة المصرية لفتح معبر رفح للأغراض الانسانية مبادرة ذات أهداف سياسية لأن ما تحتاجه غزة ليست المساعدات الانسانية فقط». تساءلت الصحيفة «ماذا فعلت إدارة أوباما الذي وعد بفتح صفحة جديدة مع شعوب الشرق الأوسط؟ لقد عادت الى أسلوبها القديم عبر الالتفاف على المطالب التركية العادلة وتغيير نص المشروع بحيث تم استبدال عملية اطلاق النار بكلمة (أعمال) وتوزيع المسؤولية عما جرى بين النشطاء واسرائيل». وفي هذا الاطار قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن الولاياتالمتحدة أصبحت ممزقة بين حلفائها في الشرق الأوسط مشيرة الى أنها «تسعى لتهدئة الحليف التركي وعدم إدانة الحليف الاسرائيلي». تواصل الغضب الدولي وعلى صعيد متصل تواصلت الردود الدولية على المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الناشطين حيث أعلنت نيكاراغوا أمس عن قطع جميع علاقاتها الديبلوماسية مع الكيان الصهيوني معتبرة أن الهجوم الذي أقدمت على القيام به بحق المتضامنين في «أسطول الحرية» هو «انتهاك فاضح للقانون الدولي وحقوق الانسان». وأكد الرئيس دانييل أورتيغا إن حكومته «القريبة من اليسار الراديكالي ستواصل دعمها غير المشروط للكفاح الذي يخوضه الشعب الفلسطيني». ومن جهته دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس الى القيام بتحقيق دولي «ذي مصداقية» وسريع في العدوان الاسرائيلي على القافلة مشيرا الى أن الحديث عن عقوبات يجب أن يكون بعد إجراء التحقيق، مؤكدا أن الوضع الخاص لاسرائيل «لا يعني الافلات من العقاب». وفي اتجاه آخر أعرب بابا الفاتيكان بنديكت ال16 أمس عن تعازيه في شهداء العدوان الاسرائيلي مؤكدا أن مثل هذه الأحداث ستقود فقط إلى مزيد العنف. وفي نيودلهي نظمت فعاليات هندية عدّة ودولية أيضا مظاهرة مناهضة لاسرائيل احتجاجا على عدوانها على «أسطول الحرية» وطالب المشاركون في المسيرة الحكومة الهندية بقطع العلاقات العسكرية والديبلوماسية والاستراتيجية مع اسرائيل والتوقف عن شراء الأسلحة منها.