فوجئ والد احدى الفتيات بصورة ابنته على قرص ليزري (CD) غنائي يتضمن اغاني «المزود» يروّج بالاسواق وخاصة في مدن الجنوب التونسي. صورة الفتاة كانت دون علمها فتحوّلت القضية الى المحكمة. وحسب ملفات القضية، فإن الفتاة المعنية وهي جميلة جدّا توجهت قبل عامين اي قبل ان تبلغ سن الثمانية عشرة الى أحد محلات التجميل والحلاقة وبعد ان تجمّلت اخذت لها صاحبة المحل صورة لتضعها في واجهة محلها بغاية الاشهار للمحل. وبعد زهاء العامين توجه والد الفتاة الى احدى مدن الجنوب وأثناء تجواله فوجئ بصورة ابنته وهي متجملة على غلاف قرص ليزري (CD) لفنانين شعبيين وأغاني مزود تونسية وليبية فأخذ نسخة من القرص وعند عودته الى العاصمة سأل ابنته عن سرّ وجود صورتها في الأسواق للترويج لأغاني المزود فاستغربت الأمر وتبيّن انها لم تكن على علم وأن لا أحد اتصل بها. اتصل الاب بالشركة التي انتجت القرص وهي شركة معروفة في مقرها بسوسة وتساءل عن الأمر فأبلغه احد القائمين على الشركة بأنه ليس على علم بما يمكن ان يطرحه مثل هذا التصرف من استتباعات قانونية. عندها قررت العائلة اللجوء الى القضاء وكلفت محاميا للقيام بكافة الاجراءات القانونية وتم تحرير شكوى ضد الشركة المنتجة للقرص الليزري (CD) امام وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بسوسة واعتبر أن ما أقدمت عليه المشتكى بها يعد تجاوزا وخرقا للقانون المتعلق بحماية المعطيات الشخصية وهو ما يتنافى والقانون الأساسي عدد 63 لسنة 2004 المؤرخ في 27 جويلية 2004 والمتعلق بالمعطيات الشخصية. وجاء في الشكاية ايضا بأن استعمال الصورة في الترويج لبضاعة دون إذن صاحبها هو جريمة يعاقب عليها القانون وطلب المحامي بفتح تحقيق في القضية. وأذنت النيابة العمومية باجراء الابحاث والتحريات اللازمة وعهدت الملفات الى احدى الفرق الأمنية المختصة للقيام بالأبحاث. تم استدعاء المتضررة التي تمسكت بحقها في مقاضاة الشركة وكل من ستكشف عنه الأبحاث واستدعى المحققون المسؤول عن الشركة الذي طلب تقديم ما يثبت بأن القرص الليزري موضوع القضية هو من انتاج شركته. وبعد ان أنهى المحققون ابحاثهم وتحرياتهم أحالوا ملفات القضية على الدائرة القضائية المختصة بالمحكمة الابتدائية بسوسة 2، والتي نظرت في ملفاتها في جلسة اولى ثم تقرر تأخير النظر في القضية الى جلسة يوم الثاني والعشرين من شهر جوان الجاري ليقدّم محامي المتضررة طلباته لهيئة المحكمة.