حنين الزعبي واحدة من 12 نائبا عربيا من عرب الجليل في الكنيست الاسرائيلي، واجهت في الأيام القليلة الماضية القرصنة الصهيونية في البحر، وواجهتها أيضا في البر: في البحر حين استهدفت قوات نخبة البحرية الاسرائيلية سفينة مرمرة التركية وقتلت وجرحت العشرات من نشطاء السلام ممن كانوا على متن سفن «أسطول الحرية» وكانت الزعبي واحدة ممن عايشوا فصول القرصنة الاسرائيلية. وفي البرّ وعلى مسرح ما تعتبره اسرائيل المؤسسة التشريعية (أي البرلمان) واجهت الزعبي قراصنة لا يقلون همجية وعنصرية وتطرفا عن الغربان الملثمين الذين اقتحموا سفن أسطول الحرية. النائبة العربية و«القائدة» الفلسطينية الاصيلة المثقلة بهموم شعبها من عرب فلسطينالمحتلة عام 1948 وشعبها في الضفة والقطاع، اعتادت المواجهات مع عتاة التطرف في الكيان الصهيوني، ولا تخلو جلسة من جلسات الكنيست من مواقفها العروبية والقومية، مدافعة عن أهلها وعن الحق الفلسطيني المشروع، وفاضحة جرائم قادة اسرائيل، وهذا في المنطق السياسي الاسرائيلي «خيانة». هي صوت من أصوات عرب الداخل (الأراضي المحتلة عام 48) من أمثال أحمد الطيبي ومحمد بركة وغيرهم، وهي بالتالي تجسد الشق الثائر من العرب على سياسة الكيان الصهيوني. تعرضت في جلسة من جلسات الكنيست الاسرائيلي مؤخرا لمحاولة اعتداء بالضرب من قبل النائبة المتطرفة أنسيستا ميخائيلي من حزب «إسرائيل بيتنا» الذي يتزعمه وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. ووجهت ميخائيلي وغالبية من النواب الاسرائيليين الى الزعبي اتهامات بالخيانة وتعالت الأصوات لطردها وسحب عضويتها ومحاكمتها بالتوازي مع حملة شرسة يتزعمها متطرفون تدعو الى اغتيالها. زعبي متهمة بالخيانة لأنها شاركت في «أسطول الحرية» ولأنها من دعاة رفع الحصار عن قطاع غزة ولأنها كشفت حقيقة ما جرى على متن سفينة مرمرة التركية ولأنها فضحت همجية واجرام ساسة وعسكر إسرائيل. وكما مثلت حنين الزعبي الشق العربي في «إسرائيل» بنضالاته ومعاناته جسدت أنسيستا ميخائيلي شق التطرف والمغالاة والعنصرية. ويكفي في هذا السياق الإشارة الى انتماء أنسيستا الى حزب «إسرائيل بيتنا» الحزب المتطرف الذي يدعو الى طرد الفلسطينيين والى ضرب مصر وتدمير السد العالي، الحزب الذي يتبنى طروحات عنصرية ويجنح الى التصعيد ويشرّع القتل والتشريد. وليست أنسيستا اليهودية من أصل روسي، والمولودة عام 1975 بحاجة الى شهادة حسن الأداء في التطرف والعنصرية فهي سليلة عائلة اجرامية ومنتسبة لحزب اجرامي، ومن كبار دعاة التحريض على إبادة الفلسطينيين والعرب. ولو صحّ التوصيف، هي من جنس التطرف الناعم في إسرائيل لكونها تصنف ضمن أبرز جميلات ساسة الكيان ولكونها من غلاة التطرف والعنصرية، فأي مفارقة هذه التي تجمع في جسد واحد بين الجمال والعدوانية؟! على طرف نقيض تقف النائبة حنين الزعبي بروح التحدي وثقة المدافع عن الحق المؤمن بعدالة قضيته، لا تحمل في شخصها ومواقفها أي تناقضات باستثناء أنها عربية فرضت عليها «المواطنة الاسرائيلية»، وحين تكون المواطنة كرها، يعفى المرء من وزر ما فرض عليه. الزعبي ردّت على نواب الكنيست وعلى المتطرفة أنسيستا بالقول انها لن تنزل الى مثل هذا المستوى الوضيع وأن ما قيل فيها من شتائم وتحريض أحقر من أن يُردّ عليه فالشيء من مأتاه لا يستغرب.