٭ أجرى الحوار: عبد الرؤوف بالي ٭ تونس «الشروق»: اعتبر النائب بالكنيست عن الحزب الديمقراطي العربي طلب الصانع ان الولاياتالمتحدة شريكة بالمجازر الصهيونية عبر التمويل بالأسلحة وتوفير الغطاء السياسي لها باستعمال الفيتو مشيرا الى أن ذلك جعل الرأي العام العالمي يفقد الثقة في النظام الدولي ودفع المنظمات الدولية الى دخول الصراع العربي الإسرائيلي لملء الفراغ كما حدث مع «أسطول الحرية». ومن جهة أخرى أشار النائب في حديث مع «الشروق» الى أن الانقسام الفلسطيني اذا ما تواصل فسيكون خيانة لشهداء الحرية وللجهود التركية مطالبا الحكومة العربية بمزيد توطيد علاقاتها مع أنقرة والكفّ عن الحفاظ على صورة أمريكا «الجميلة» وفي ما يلي نص الحوار: ٭ كيف تقيمون الدور الأمريكي في إفلات إسرائيل من العقاب إثر كل مجزرة ترتكبها؟ الولاياتالمتحدةالأمريكية هي شريك مباشر في الجرائم الصهيونية وبأشكال عدة فهي من جهة الممول الرئيسي لإسرائيل بالأسلحة التي تستغل في ارتكاب المجازر ومن جانب آخر تتكفل أمريكا بتوفير الغطاء السياسي لتلك الجرائم والمجازر وتقوم أمريكا بذلك دائما تحت غطاء ضمان أمن إسرائيل. ٭ أليس هناك فرق بين ضمان الأمن وضمان الافلات من العقاب؟ بداية يجب ان نسأل هل إسرائيل في حاجة الى الولاياتالمتحدة لضمان أمنها؟ فإسرائيل هي دولة معتدية وهي من يرتكب الجرائم والمجازر وتمارس الارهاب مع كل الدول المحيطة بها والولاياتالمتحدة تدعي أنها حامية حقوق الانسان في المنطقة في حين انها آخر من يمكنه الحديث عن هذه الحقوق، فهي تتمسّك بأمن المجرمين الصهاينة في صيغة المطلق وهذا يعني شراكة في الاحتلال والمجازر. وإن أسلمنا بأن أمريكا تقوم بضمان أمن الصهاينة فمن سيضمن أمن الفلسطينيين في غزة والقدس؟ كيف يمكن ان تكون أمريكا الوسيط في مفاوضات السلام وهي توفر الغطاء للقرصنة. ٭ الى متى يمكن ان يستمر هذا الوضع الظالم على الصعيد الدولي؟ عندما يفقد البشر الثقة في المجتمع والنظام الدوليين سيلجؤون الى القوة لأنه ليس هناك حل آخر، وعلى هذا الأساس الولاياتالمتحدة أصبحت متهمة وتتحمل المسؤولية بنفس القدر. احتكرت امريكا اليوم الصراع ومنعت الدول الأوروبية وغيرها من لعب دور في المنطقة وهذه الوضعية دفعت المنظمات الدولية للدخول في الصراع في محاولة لملء الفراغ الذي تركته الدول الأخرى والخلل الكبير في النظام الدولي. هذه المنظمات ستدخل في مواجهة مع الشرعية الدولية خاصة إنها وجدت الدعم من دولة مثل تركيا التي لا يزايد عليها أحد خاصة في مجال حقوق الانسان . ٭ كيف يمكن تدعيم الدور التركي فلسطينيا؟ القيادة التركية ستكون عامل تحدّ وستفرض نفسها في ساحة الصراع. المطلوب هو ترك اسرائيل تستمر في أخطائها القاتلة وعدم القيام بأخطاء من الجانب الفلسطيني في المقابل. فإذا ما نظرنا الى وضع اسرائيل اليوم وجدناها تتمنى أن يسقط صاروخ فلسطيني على طفل اسرائيلي لتحول وجهة الرأي العام العالمي وبلا رجعة عما حدث في أسطول الحرية. ومن جهة أخرى يجب إنهاء الخلاف والانقسام الفلسطيني الذي تحول الى عار وخيانة. الوحدة الفلسطينية يجب أن تكون أول الردود على جريمة أسطول الحرية وإن كانت القيادات الفلسطينية الحالية غير قادرة فلتستقل ولتترك المجال لمن هم قادرون على توحيد الصف الفلسطيني. ألا ترون أن أي تحرك تركي لمعاقبة اسرائيل سيصطدم بالفيتو الأمريكي؟ إن حقيقة العلاقات بين تركيا والولاياتالمتحدة واسرائيل لن تمنعها من اتخاذ موقف حاسم والضغط على كليهما وأن تستخدم أمريكا حق النقض فهي بذلك ستقضي على مصداقيتها ويصبح العالم بأسره ضدها. لكننا نحن وكعرب لا أدري لماذا لا نقول الحقيقة. فالولاياتالمتحدة لها يد في كل الجرائم الصهيونية، فلماذا هذا الحرص على الحفاظ على صورة أمريكا «الجميلة». الفيتو الأمريكي ليس مكسبا، بل خسارة وإذا ما أحسنا استغلال هذه الحقيقة سنصل الى فترة يعم فيها الاستياء العالمي من التواطؤ الأمريكي مع الصهيانة. ما تقييمكم للتعامل العربي مع القضية الفلسطينية والتواطؤ الأمريكي مع الاحتلال؟ الدول العربية ليس لها استراتيجية مستقبلية فهي مشغولة بالحكم من أجل الحكم. هناك حالة من الركود والروتين في التعاطي مع القضية الفلسطينية. حتى أنهم لم يعودوا يعتبرون اسرائيل التحدي والخطر بل الفلسطينيون هم التحدي بالنسبة لهم اليوم. يجب إعادة النظر وترشيد وتوحيد الرؤية العربية، المطلوب اليوم هو التحرك السريع ودعم الموقف التركي والغضب العربي والعالمي. فحتى في قمة سرت وقبل حدوث مجزرة الحرية أعلن أردوغان أن «مصير تركيا من مصير العالم العربي»، يجب تطوير هذه العلاقات خاصة وأن تركيا لها تعامل مع جميع الأنظمة في العالم ولها علاقات وثيقة مع الجميع وهو ما يعتبر عنصر قوة ودفع للعرب. ومن جانب آخر علينا أن نفهم أن القضية ليست قضية زعامة وإنما هي قضية تشرذم عربي. كيف يمكن أن تواجه المعارضة الأمريكية إجراء تحقيق دولي في المجزرة؟ يجب تفعيل مطالب اجراء تحقيق دولي على مستوى مجلس حقوق الانسان الدولي وما تقوم به تركيا في هذا الاطار مهم للغاية ويجب دعمه، فعلى مر التاريخ الجلاد لا يقوم بالتحقيق مع ذاته. فكما شاهدنا فقد أصبحت اسرائيل هي الضحية وحولت النشطاء الى ارهابيين تابعين لتنظيم «القاعدة»، لكنها فيما بعد أطلقت سراحهم وهذا ما يناقض إدعاءاتها. اسرائيل انهزمت أخلاقيا وأسطول الحرية كسر الحصار المفروض على قطاع غزة. كيف تقيمون التهديد العربي بنقل القضية برمتها الى مجلس الأمن؟ هذا التحرك إن تم فعلا، فهو بالتأكيد سيحاصر اسرائيل عالميا، فهي من تمنع حدوث هذا العمل وطالما فشلت أمريكا في ارساء الأمن في المنطقة ودعمت الارهاب الصهيوني فإن هذه الخطوة أصبحت ملحة أكثر من أي وقت مضي.