«.. نحن لا ننام لا بالليل ولا بالنهار، فضجيج المصنع وأضواؤه الكاشفة، وأصوات الشاحنات تحرمنا من النوم.. الوضع لا يحتمل.. فأطفالنا لا يراجعون دروسهم ونحن لا نقدر حتى على الاستماع الى المذياع أوصوت التلفزة.. في كلمة سرقوا منا راحتنا..ونهبوا السكينة من مساكننا».. هذا أهم ما قاله سكان الحي التعويضي أو حي السلطنية بصفاقس الذين تجمهروا ليلة أول أمس أمام أحد المصانع المنتصبة بالمكان ومنعوا خروج الشاحنات الثقيلة المحملة بالجليز ومواد البناء في حركة احتجاجية على المصنع الواقع بقلب حيهم السكني . «الشروق» تحولت ليلا على عين المكان أين لاحظت وجود عدد كبير من المتساكنين والأهالي رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا يتذمرون من ضجيج المصنع وأضوائه الكاشفة التي لا تنطفئ حسب قولهم على كامل الليل وتتسرب أضواؤها الساطعة الى داخل غرف نومهم فتحرمهم من النعاس.. الكلام كان كثيرا والانتقادات كانت أكثر، فهم يقولون إن المصنع وبطبيعة عمله يشتغل ليلا نهارا سواء للانتاج أو لنقل المنتوج من خلال شاحنات كبرى لا تتوقف محركاتها على طول الليل، حتى أن الصغير أو المريض أو الكبير لا يقدر على النوم لا في الليل ولا في النهار.. الأضواء الكاشفة المعتمدة داخل المصنع غير المغطى تتسرب الي بيوتهم فلا تترك لهم الفرصة للنوم مما أثر على صحتهم كما يقولون وعلى نتائج أبنائهم في الدراسة، بعضهم قال انه بات مدمنا على المسكنات للنوم بعد أن حرمته أصوات المحركات وآلات الانتاج من النعاس.. أهالي الحي، تجمهروا أول أمس ليلا أمام المصنع في محاولة للتحسيس بمعاناتهم من مصنع أنشئ خارج المناطق الصناعية واستقر بين البيوت والمنازل ليزيد من معاناة سكان لا يعرفون النوم كلما نزل الغيث النافع بسبب ضعف شبكات التطهير وهو الموضوع الذي كنا قد توقفنا عنده في مناسبات سابقة.. المتساكنون استغلوا وجود «الشروق» ليرفعوا من خلال صفحاتها نداء لكل من يهمه الأمر للتدخل للحدّ من معاناتهم التي تحرمهم من النوم سواء بسبب الأمطار أو بسبب المصنع الذي جاورهم.. فهل من تدخل عاجل ضمانا لراحة أصحاب المساكن ؟