مثلما أشارت الى ذلك «الشروق» في عددها ليوم أمس فقد كشفت الندوة الصحفية لحركة التجديد والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات عن الاعلان عن تحالف سياسي جديد تحت مسمّى «تحالف المواطنة والمساواة» وزّعت بخصوصه ورقة حملت عنوان«مشروع أرضية مشتركة». وأكّد منظمو الندوة الصحفية ايمانهم العميق بمبادئ المشاركة الايجابية والحرص على تعزيز أركان الديمقراطية والتعددية في البلاد وتنمية الوعي السياسي وروح المواطنة وتحفيز الناس والمواطنين على العمل في ظلّ القناعة المشتركة لخدمة المصلحة الوطنية دون غيرها. والى جانب ما قدّمتهُ الوثيقة المقدمة خلال الندوة الصحفية من توصيف وتشخيص للواقع السياسي والحزبي الراهن في تونس فقد عبّرت عن جملة الأسس والمبادئ التي توافقت عليها حركة التجديد والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وشركائهم الذين حضر ممثلون عنهم وقائع الندوة الصحفية (عبد الرزاق الهمامي عن تيار العمل الوطني الديمقراطي وهادية جراد عن المستقلين وفتحي التوزري مجموعة الاصلاح والتنمية)، ومن أبرز هذه الأسس التمسّك بالنظام الجمهوري الديمقراطي ومبادئه في اعتماد المواطنة أساسا للانتماء للوطن وتكريس مبادئ ومعايير حقوق الانسان واعتبار الهوية الوطنية لتونس بكامل ابعادها وبانتمائها العربي والاسلامي قاسما مشتركا للشعب التونسي واعتماد التواصل مع الجوانب المستنيرة في تراثنا والانفتاح على التراث الانساني التحرري خيارا حضاريا ثابتا وتجسيد الشفافية في ادارة المال العام وتفعيل آليات المحاسبة والمراقبة وتفعيل دور الدولة في نجاح عملية التنمية وتحقيق العدالة الاجتماعيّة باتاحة تكافؤ الفرص وبتحقيق التوازن بين الجهات وتكريس الحق في الشغل وضمان كرامة العيش للجميع والعمل من أجل بيئة سليمة وتنمية مستديمة. ومن الأسس كذلك العمل الجدي من أجل تسريع بناء الاتحاد المغاربي باعتباره خيارا استراتيجيّا، مع الايمان بأهمية الحوار الوطني الجدي كآلية تسمح بمعالجة القضايا الوطنية الكبرى والاحترام المتبادل بين كلّ الأطراف السياسية مهما اختلفت رؤاها ومقارباتها والبناء على ما هو مشترك. وأبرز المتحدثون خلال الندوة الصحفية أنّ من اكبر عوائق تطوير العمل السياسي في تونس هي واقع الاستقالة الذي عليه اعداد هامة من التونسيين وأنّ من اهداف تحرك التحالف في الفترة المقبلة اعادة الترابط مع المواطنين وتجميع صفوف القوى التقدمية المعارضة والنيّرة بعيدا عن كلّ أصناف الاقصاء أو الهيمنة. وأكّد عاقدو الندوة الصحفية في ردودهم على أسئلة الصحافيين وممثلي وسائل الاعلام أنّ تحالفهم ليس موجّها ضدّ أحد بل هو مفتوح أمام كلّ الجهات والأطراف بما فيها السلطة السياسية من أجل التقدّم خطوات جديدة بمسار الاصلاح السياسي في تونس نحو الأفضل، كما أبرزوا أنّ تحالفهم لا يستهدف الاستحقاق الانتخابي لسنة 2014 بل سيكون عملا وجهدا متواصلا حسب ما تمّ التوافق عليه من أسس مشتركة تخدم المواطنة والمساواة وتدفع بعجلة الحوار الوطني والاصلاح السياسي الى الأمام جنبا الى جنب مع كلّ القوى الوطنية.