مصادر متطابقة تحدثت عن مخاطر اشعال اسرائيل لحريق شامل قد يستهدف كامل المنطقة، بما في ذلك ايران، كما تحدثت هذه المصادر عن تنسيق أمريكي اسرائيلي يستهدف تعقب المقاومة اللبنانية، مما يدفع هذه المصادر الى الاعتقاد بأن المقاومة اللبنانية قد تكون الشرارة التي تفجّر وضعا، المستهدف الأساسي فيه هو سوريا وإيران بالدرجة الأولى. وقد يكون العدوان العسكري، التتويج المنتظر لحملات الضغط الأمريكية ضد سوريا ولبنان من ناحية، وضد ايران من ناحية أخرى. وإذا كانت سوريا تتهم بدعم حزب الله، في مناوشاته ضد اسرائيل وبعدم مراقبة حدودها مع العراق، بما يفترض مرور دعم ما، الى المقاومة العراقية، فإن ايران تتهم بمحاولاتها امتلاك السلاح النووي، وهو خط أحمر لا تسمح اسرائيل ولا الولاياتالمتحدةالأمريكية بتجاوزه. واذا كانت الإدارة الأمريكية قد دخلت بعد مرحلة السباق الانتخابي، بما يدفعها الى التركيز على سبل ايجاد المزيد من الأصوات والدعم الانتخابي، فإن اسرائيل تتولى نيابة عن الأمريكيين توجيه الأوضاع بما يخدم مصالحها، فهي تهدد إيران صراحة بتدمير منشآتها النووية، وهي تحرض ضدها على مستوى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتفكيك الملف النووي والوقوف على المراحل الحقيقية للخبرة النووية الإيرانية... وهي تتسرب الى العراق، عبر مختلف البوابات، بعد أن كان التراب العراقي محرما عليها لتقصي خطى علمائه واغتيالهم، أو لبث الفتنة والتآمر ضد مختلف طوائفه... وهي تهدد سوريا، وتقصف قرب دمشق، وتحرّض ضدها، دافعة باتجاه اتخاذ قرارات عقابية، تحت مسميات مختلفة... وهي تتسرب داخل التراب اللبناني، لتعقب أنشطة المقاومة، ولدعم احتلالها للمناطق اللبنانية التي ما تزال تحن سيطرتها... أما في الأراضي الفلسطينية فإن الحكومة الإسرائيلية الحالية، لم تتوقف عن ارتكاب مختلف الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، بعد أن تراجعت في كل الاتفاقات السياسية المبرمة تحت اشراف دولي، وهي جرائم تراوحت من اعادة احتلال المدن والقرى الفلسطينية، الى اعتقال أو اغتيال القياديين والناشطين الفلسطينيين، إلى بناء الجدار العازل، الى تدمير مئات البيوت الفلسطينية، يوميا، الى بناء المستوطنات الإسرائيلية، الى حصار الرئيس الفلسطيني، الى غلق المعابر أمام آلاف العمال والمواطنين، الى استهداف المسجد الأقصى والحديث صراحة عن مخططات، هي أقرب الى بالونات الاختبار للوقوف، على مدى ردود الفعل العربية والدولية اذا استكملت الحكومة الاسرائيلية الحالية مخططاتها بانهاء القضية الفلسطينية تماما، من خلال تدمير الأقصى، بما يرمز إليه، لدى الفلسطينيين ولدى العرب والمسلمين... ولا يبدو أن كل هذه الجرائم، تثير قلقا بشأن مصير المنطقة، التي يعلن فيها شارون صراحة ودون لبس، ويكاد يقدم تفاصيل مخططاته في ذلك نواياه بفرض عدم الاستقرار على كامل المنطقة، بما يفتح الآفاق أمام أشد الفرضيات خطورة... وفي الوقت الذي يستشعر فيه بوش وبلير وكوفي عنان وغيرهم، خطورة وشراسة ما يدعون حدوثه غرب السودان، في اقليم دارفور، ويفتعلون المبررات للتدخل، يمسكون عن انتقاد ممارسات شارون، أو ممارسات الصلاحيات التي تفرضها مناصبهم كمسؤولين أممين أو كمسؤولين بدول عظمى، لوقف تنفيذ المخططات الخطيرة التي ينوي رئيس الحكومة الإسرائيلية اقترافها، وقد أكدت الأحداث انه لا يقف عند أي جريمة، وانه الأخطر ضمن كل المخاطر، التي تثير انشغال الثلاثي بوش وبلير وعنان. فلماذا يتم تجاهله؟