«أحسن حاجة في باجة» إلى جانب حلاوة سكرها حتى وإن كان مستوردا ولذة جبنها و«ريقوتتها» الغنمي والبقري حتى وإن «غبّرها» بعضهم ب«الحليب الغبرة» ورفعة مذاق مخارقها المعسلة بعسل سكرها و«المسمّنة» بالسمن الحرّ عند أهلها. وبرائحة السمن «على ريحة الريحة» عند الدخلاء عليها من صنّاعها ممّن يعتقدون أن «كل مدوّر مخارق باجة» وإلى جانب عذوبة مياه العين في باب العين حتى وإن بقيت مسدودة تنتظر الفتح والانفتاح على الماضي العريق. «أحسن حاجة في باجة» إلى جانب قصبتها الشامخة في وجه الزمن بغزواته وزلازله وأعاصيره حتى وإن تعثّرت فيها عملية الترميم الجارية حاليا ربما لدقة العمل باليد وربما لضيق اليد. وإلى جانب بطيخها الذي لطالما تغنّت به حناجر تجار الحفصية بالعاصمة «باجي وحلو» حتى وإن تأمركت وتفرنست وتغرّبت شتله. إلى جانب قمحها المحمودي والنصري والرزاق وكريم حتى وإن داهمته شتلة الطليان. «أحسن حاجة في باجة» إلى جانب «برزقانها».. ذاك الكسكسي بأرقى «هبرة» لحوم الخرفان حيث تستوي فيه حبات الكسكسي بحبات الفستق والبندق وكل ما ارتفعت أثمانه من المكسرات من الثمار حتى وإن كان حكرا على القلة من الأثرياء. «أحسن حاجة في باجة» إلى جانب «الكيل الباجي» حتى وإن انضمت الموازين والمكاييل إلى الالكترونيك، ولقالقها الثلاثة المنتصبة مجسّما شامخا في مدخلها الشرقي حتى وإن كان ثلاثتها كل واحد في وجهة غير وجهة الآخر. «أحسن حاجة في باجة» إلى جانب موروثاتها وخيراتها ومكاسبها ومنجزاتها الجمّة ما يجرى حاليا في قلب المدينة أي في «صرة البلاد» نهج خير الدين المعروف بباب الجنائز من إعادة بناء وتهذيب وتحديث حتى يصبح حيّا. ولا يبقى كما كان هو في حد ذاته جنازة الفوضى والإهمال واللامبالاة. «أحسن حاجة في باجة» عند انتهاء الأشغال هي أن يرفض المجلس البلدي الجديد عودة حليمة إلى عادتها القديمة برخصة أو دون رخصة بلدية. مع الاعتذار لكل من يترقب الوليمة من عودة حليمة.