بعد التقائهما في الدور الأول وتحديدا في المجموعة الثالثة التي أفرزت صعودهما تأهل المنتخبان البرازيلي والتشيكوسلوفاكي (التشيكي) إلى الدور النهائي للدورة السابعة لكأس العالم التي احتضنتها الشيلي سنة 1962 بعد إطاحة الأول (البرزايل) بأنقلترا (31) والثاني (تشيكوسلوفاكيا) بالمجر (10) في الربع النهائي وإزاحة البرازيل للشيلي من طريقه في نصف النهائي ومثله تشيكوسلوفاكيا ليوغسلافيا قبل المواجهة يوم 17 جوان 1962 في الملعب الوطني بسانتياغو. اعتقد كل طرف أنه يعرف منافسه جيدا وقد يباغته بعد الخروج بنتيجة التعادل (00) في الدور الأول غير أن البرازيل كانت محظوظة جدا بحكم إعفاء أحد أبرز نجومها وهو «غاريننشا» من عقوبة الطرد التي تلقاها في مباراة الدور نصف النهائي وذلك أمام الشيلي ومع ذلك فقد قرأ المنتخب التشيكي حساباته وحرص على محاصرته حسب خطة تكتيكية واضحة حتى يمتصّ هيجان هذا اللاعب المبدع.. أما عن المباراة فقد تقدم فيها الفريق التشيكي بهدف اختطفه اللاعب «ماسوبشت» في الدقيقة 15 إثر هجوم معاكس تلقى خلاله كرة من زميله «أدولف» فأحسن استغلالها وأولجها الشباك مغالطا بها الحارس «سانتوس» وهو هدف حرك عزائم لاعبي البرازيل الذين عدّلوا النتيجة عن طريق المهاجم «أماريلدو» (الذي عمل في تونس كمدرب للترجي وأيضا للملعب التونسي في التسعينات).. وفي الشوط الثاني فرض المنتخب البرازيلي لونه وطابعه المميزين وعزف سنفونية كروية رائعة توجها بهدف حققه اللاعب «زيتو» في الدقيقة (68) مضاعفا بها النتيجة التي ثلثها زميله «فافا» قبل نهاية المباراة ب(13) دقيقة لتعلن البرازيل احتفاظها باللقب للمرة الثانية على التوالي بعد لقب السويد لسنة 1958. هذه الدورة اعتبرها «الشيليون» دورة التحدي خاصة أن زلزالا دك بلادهم قبل سنتين من موعد الدورة وحصد أكثر من خمسة الاف ضحية وألحق الأضرار الكبيرة بالبلاد كما أن رئيس الاتحاد الشيلي لكرة القدم الذي قام بمجهود كبير لاحتضان بلاده هذه الدوة لقي حتفه قبل شهر واحد من انطلاق النهائيات إثر نوبة قلبية.. ومع ذلك فإن الشيلي نجحت في التنظيم وأدركت الدور نصف النهائي كرويا.