صدر مؤخرا مؤلف «الشمال الغربي الجبلي: الجبالية والمجال الزراعي من 1856 إلى 1945». عن دار سحر للنشر، للدكتور صلاح الدين برهومي، وتناول مجالا متغافلا عنه في الفترتين الحديثة والمعاصرة، وإن تمت دراسته من قبل فلأمثلة تضاريسية مناخية أو نباتية. وتم الاعتماد في انجاز هذا العمل على ما توفر من أرشيف وطني من دفاتر ومراسلات ومجالس الضبطية وتقارير القناصل ومراسلات البحرية، ويعد هذا المؤلف الجزء الثاني، بعد أن نشر الجزء الأول حول هذا المجال في شكل خمسة مقالات لدى مؤسسة التميمي للبحث العلمي ضمن المجلة التاريخية المغاربية وكان موضوع هذا الجزء «مصادر النقد والتوازن الاجتماعي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر «وتم الاعتماد كذلك على ما توفر من أرشيف وطني بالبلاد، خص هذا البحث المجال الجغرافي الممتد من كاف عباد شرقا إلى حد انتهاء الجبل تقريبا في اتجاه بنزرت إلى ساقية سيدي يوسف غربا، وضم جبل ماطروبنزرت وجبل باجة وجندوبة والكاف بجزأيه الغابي وغير الغابي، وهو مجال متقارب من عدة نواح جغرافية وبشرية واقتصادية وتم التوصل إلى عدة استنتاجات ومنها أهمية حركية هذا المجال في علاقته بشمال المتوسط وبالجزائر وخاصة بعد الاستعمار الفرنسي وعلاقته كذلك بالسهول الواقعة على وادي مجردة مستفيدا من الظروف الجيدة لهذه المناطق وتم التعرض في إطار هذا الكتاب إلى مقاومة هذا المجال الاستعمار الفرنسي بكل إمكاناته ووسائله من السلاح إلى رفع القضايا أمام المحاكم المختلطة وتواصلت هذه النزاعات إلى حدود 1956 ولم تستقر الأوضاع بالجبل الشمالي الغربي بصفة جلية رغم البنية التحتية الجديدة، والشبكة الحضرية من ذات الصعوبات التي عانى منها الأهالي طويلا مع اختلافات طفيفة. مكنت الدراسة من تأكيد هذا الحيز الجغرافي كمجال جغرافي بشري اقتصادي متميز له حدوده ومشاكله وأنشطته الاقتصادية.