بمناسبة اختتام شهر التراث نظمت المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بالتعاون مع المعهد العالي لتاريخ الحركة الوطنية بإحدى النزل بمعتمدية عين دراهم ندوة حول الحضور الاستعماري بربوع خمير إبان احتلال فرنساتونس سنة 1881. ولإحياء جوانب مختلفة من تاريخ المقاومة افتتح السيد أحمد الشوباني المندوب الجهوي للثقافة والمحافظة على التراث هذه الندوة بيّن فيها تصدي أهالي خمير للعدوّ الغاشم بشتى الطرق وضرورة إحياء هذه المناسبات من تاريخ الحركة الوطنية، كما بيّن السيد عبد السلام بن حميدة مدير المعهد العالي لتاريخ الحركة الوطنية نضال أهالي خمير وتصديهم للاستعمار يدفعهم في ذلك حب الوطن والذود عنه بكل الوسائل فكانت دماؤهم أول ما ارتوت به شجرة الاستقلال التي نعيش في ظلها نحميها ونرعاها. في اليوم الأول كانت الجلسة العلمية التي أشرف عليها الدكتور علي الطيب قد تضمنت مداخلة الدكتور نورالدين محيضي (كلية العلوم بتونس) التحولات المجالية لبلاد خمير أثناء الاستعمار وهي عبارة عن دراسة جغرافية حلّل خلالها الوضع الجغرافي وصعوبة التضاريس وقساوة المناخ واتساع المناطق الغابية والجبلية وانعكاساتها على المقاومة. أمّا الدكتور محمد ضيف الله (المعهد العالي للتوثيق) فتناول إحدى الشخصيات الفاعلة في الحركة الوطنية وهو هلال بن عمار بن منصور وهو أول «قايد» لعين دراهم متطرقا إلى نضاله السياسي. وأهمية هذه الخطة في تسيير شؤون الجهة كما سجّل الحضور النسائي تواجده في هذه الندوة من خلال مداخلة الدكتورة منوبية بن غذاهم (معهد اللغات حي الخضراء تونس) حول نضال نساء خمير مستشهدة بامرأة من خمير في قصور البايات المراديين. وتمحورت مداخلة الدكتور محمد الحبيب الغزيري من المعهد العالي للعلوم الإنسانية حول إغلاق ميناء طبرقة وما ولده من أزمة سُميت بأزمة «بلاد الجبل» وكان ذلك سنة 1742 واختتمت هذه المداخلات بتقديم كتاب بلاّ ريجيا للدكتور محي الدين الشوالي. وخلال اليوم الثاني تناول الدكتور علي الطيب (المعهد العالي للعلوم الإنسانية بجندوبة) طبيعة ومكونات المجتمع المحلي بجبال خمير في ظل الاستعمار الفرنسي والذي طغى عليه الجانب القبلي وأثنى الدكتور عميرة علية الصغير (المعهد العالي لتاريخ الحركة الوطنية) على أهالي خمير في مقاومة الاستعمار بشتى الطرق الممكنة من سنة 1881 إلى حدود 1956 وانعكاس ذلك على المقاومة الوطنية. وحلّل الدكتور خميس العرفاوي (المعهد العالي للعلوم الإنسانية بجندوبة) الجانب التشريعي زمن الحماية من خلال الهياكل القضائية وملاحقها بقيادة عين دراهم ونظرا لتوفر الجهة على مخزون سياحي هام من مياه عذبة وغابات وتساقط الثلوج مما جعلها تغري المستعمر تناول السيد عبد الحميد الهلالي (المعهد العالي لتاريخ الحركة الوطنية) السياحة بمنطقة خمير خلال الفترة الاستعمارية منذ دخول فرنسا التراب التونسي إلى حدود الاستقلال.