ما وراء اللقطات الكروية الجميلة وضجيج الفوفوزيلا وشطحات الجابولاني يدور مونديال آخر عنوانه الرئيسي الجمال والإثارة أما «أبطاله» أو «بطلاته» على وجه الدقة فهن زوجات اللاعبين الحاضرات في المدارج أو على مقربة من مقرات إقامة المنتخبات. الحضور النسائي كان مثلا طاغيا بالنسبة لمنتخب الديكة حيث تحملت الجامعة الفرنسية لكرة القدم نفقات إقامة 23 زوجة وصديقة وهي في حدود 240 ألف أورو أي قرابة 500 ألف دينار تونسي وقد سمح لهذا «الفيلق» المشحون بالجمال والإثارة بمقابلة (النصف الثاني)، أي الأزواج والأصحاب بعد مباراة الأوروغواي ورأى إريك أبيدال هذه اللقاءات مهمة وضرورية لتوفير شحنة معنوية للاعبين خصوصا وأن الرحلة مازالت طويلة ولن يكون ممكنا يعدها الحصول على هذه اللحظات الحميمية. الحب يرفع كأس العالم بالتشاور مع الاطار الطبي قرّر دياغو مارادونا خرق القاعدة السائدة في مونديال جنوب افريقيا والسماح بأوقات حميمية في أيام الراحة أو يتيح «كارت أبيض» للاعبين غير الموجودين في تشكيلة المنتخب خلال المباريات لكن دون استهلاك للمشروبات الكحولية وبالفعل سمح أول أمس لميسي وزملائه بهذه اللقاءات أما دونغا مدرب المنتخب البرازيلي فذهب أبعد من ذلك عندما تحدث عن تجربته الشخصية في مونديال 1994 بالولايات المتحدة حيث قال: «أين المشكلة.. لقد حملت زوجتي بإبني ستيفانو في أحد أيام الراحة بمدينة سان فرانسيسكو.. كان مسموحا لنا أيضا ببعض المشروبات دون افراط ولم يحدث أي تجاوز فنحن محترفون وكنا ندرك بأننا موجودون في المونديال من أجل اللقب العالمي وليس من أجل المتعة». في النهاية فازت البرازيل بكأس العالم وكان للحب والجمال دور في تتويج «السيلياسو». أهلا بالجمال في الدور الثاني إذا كانت بعض المنتخبات قد أظهرت قدرا كبيرا من التسامح في موضوع «الجنس اللطيف»، فإن منتخبات أخرى اختارت سياسة الأبواب المغلقة على غرار المنتخب الانقليزي الذي ظلت صورته لفترة مرتبطة بصورة فيكتوريا بيكام ورفيقة أشلي كول. هذه المرة قال الأستاذ «كابيلو»: لا لاختلاط الحابل بالنابل والتأثير على استعدادات وتركيز اللاعبين ولن يسمح بالتالي إلا بلقاءات قصيرة خارج مقر إقامة المنتخب وهو نفس التوجه الذي اختاره المسؤولون عن المنتخب المكسيكي حيث سمح للاعبين بالاجتماع بزوجاتهم قبل المباراة الأولى في المونديال وسيسمح لهم بلقاء ثان في الدور الثاني إن ترشح زملاء رفائيل ماركيز. ومن جهته أدلى مدرب ألمانيا جواكيم لوف بدلوه في الموضوع مؤكدا أن أبواب المانشافت ستفتح كليا أمام زوجات اللاعبين قبل الدور الثاني وستكون أمامهم فرصة للتصرف بجدية وأضاف لوف: «نستحق على الأقل لقاء زوجاتنا قبل خوض الدور الثاني». الايطاليات ومتطلبات الأمن إذا كانت راحة اللاعبين هي الهاجس الأكبر للمنتخبات المشاركة في مونديال، فإن زوجات ومرافقات لاعبي «الأزوري» والمقصود طبعا المنتخب الايطالي شغلهن هاجس آخر هو الأمن والسلامة في بلد تسجل الجريمة فيه أعلى الأرقام. الزوجات رفضن التحول الى جنوب افريقيا وقرار كهذا أسعد بلا شك البروفيسور مارسالو ليبي.