انبهر العالم بما قدمه المنتخبان الالماني والاسباني الى حد الآن في كأس العالم مما أدى الى تفوق واضح للمنتخبين حاولنا التعرض الى أهم أسبابه بعيدا عن لغة الارقام والأمور الفنية فعندما تتحول الكرة الى سياسة شاملة لك ان تتوقع هذا التفوق المعلن. بالنسبة الى المنتخب الالماني فهو لا يترك مجالا للصدفة وكل شيء تم اعداده منذ سنوات لهذا الموعد من اجل كتابة فصل جديد من فصول التفوق الالماني وسنحاول ايجاز هذه النقاط: لاعبو المنتخب الالماني متعودون على كرة جابولاني خاصة منهم الذين ينشطون في الدوري الالماني لأن المنافسة في البطولة الالمانية، يتم الاعتماد فيها على كرة جابولاني، وهذا ما جعل عناصر هذا المنتخب أقل اللاعبين احتجاجا على نوعية الكرة. المدرب يواكيم لوف يشرف على هذا المنتخب منذ جويلية 2006 وكان مساعدا للمدرب السابق كلينسمان مما أعطى استقرارا فنيا غير مسبوق بالنسبة الى هذا المنتخب. يواكيم لوف اختار مكان اقامة المنتخب الالماني في منطقة نائية حيث يبعد أقرب مركز تجاري عن مقر الاقامة قرابة 25 كلم، ورغم انتقادات الصحف الالمانية له الا انه أصر على اختياره حفاظا على استقرار الفريق بعيدا عن صخب جنوب افريقيا. اللاعبون من أصول غير ألمانية كان ضمهم للمنتخب الالماني هادفا لأنه تم اختيار عناصر تتمتع بمهارات فنية، تنقص منتخب المانشافت والهدف هو مواجهة منتخبات بنفس سلاح الفنيات مثلما حصل مع الارجنتين وسيحصل اليوم مع اسبانيا ونتحدث هنا عن اسماء مثل كاكا البرازيلي ومسعود أوزيل التركي وماركو مارين الصربي وسامي خضيرة التونسي. المنتخب الالماني يلعب بفكر جديد، حيث تحدث المحللون عن منتخب بنفس هجومي يهاجم بتسعة لاعبين ويعتمد أساسا على عكس الهجومات، قاطعا مع الاسلوب القديم في اللعب البطيء والحسابات التكتيكية المعقدة وهذا ما يفسر نجاح هذا المنتخب في تسجيل 13 هدفا من 5 مباريات. اصابة بالاك عادت بالنفع على الاكتشافات مثل سامي خضيرة ومولر وتقوية النفس الهجومي للفريق. منتخب اسبانيا شهد هذا المنتخب طفرة كروية جعلته يعود الى واجهة الاحداث العالمية بسرعة وتتلخص بعض الأسباب الحقيقية في الهيجان الملحوظ للثور الاسباني في ما يلي: تخلص هذا المنتخب من التكتلات المتمثلة في العنصرية والطائفية والحديث عن المدريديين والكاتالونيين والباسك، التي كانت سائدة سابقا وقد لاحظنا ولادة توليفة متجانسة في أورو 2008 ورأينا كيف دفع فرقاء الامس عن ألوان «لارونا» بتوحد وشراسة. عامل الاستقرار كان مهما في عودة هذا المنتخب الى الواجهة فقد انطلق العمل مع هذا الجيل منذ الاصاغر، وتدرج في مختلف الاصناف وازداد قوة وانسجاما مع مرور السنوات، وانفجر هذا الفريق في أورو 2008 بذلك الاداء الباهر وما يؤكد هذا الكلام هو مواصلة هذا المنتخب بنفس الطريقة من الاداء والامتاع رغم تنحي أراغونيس الفائز بأمم أوروبا سنة 2008 وكأن هذا المنتخب لا يحتاج الى مدرب. كان وقع الفوز بكأس أمم أوروبا 2008 كبيرا وايجابيا في نفس الوقت بالنسبة الى هذا المنتخب، حيث منحه الثقة وأزال عنه العقد، باعتبار أول لقب كبير في سجل اسبانيا. التفوق الخرافي لبرشلونة في السنوات الاخيرة انعكس ايجابا على المنتخب الذي يضم 5 لاعبين أساسيين من برشلونة ويكفي ان نستدل هنا بما قاله ديلبوسكي حيث قال: «تشافي له الفضل في نقل طريقة لعب برشلونة الى المنتخب، وقد ساهم لاعبو البارصا في الغاء عقلية كاتالونيا في صفوف المنتخب الاسباني. اسبانيا تتمتع الآن بأحسن جيل والفرصة مواتية لها لتتويج تفوقها بإحراز اللقب العالمي وهذا هو الحافز الكبير الذي يحرك الاسبان.