تتابع النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بسليانة خلال هذه الفترة ملفات قضية متعلقة بوفاة امرأة حامل وجنينها في شهره التاسع في ظروف غامضة بالمستشفى الجهوي بالولاية. وحسب الشكاية، فإن الهالكة وتبلغ من العمر أربعين عاما كانت حاملا في شهرها التاسع، وأصيبت مؤخرا بوعكة صحية، استوجبت نقلها الى المستشفى، حيث تقرر الاحتفاظ بها للعلاج، وكان ذلك يوم الجمعة الماضي. وحسب رواية شقيقها فإنها أودعت بالمستشفى الجهوي بسليانة في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا، وقال إن العائلة بقيت تراقبها إما بعيادتها أو بالاتصال بها هاتفيا. ويضيف شقيقها، بأنه اتصل بشقيقته في حدود الساعة الثامنة ليلا، فأبلغته بأنها لم تتلق أي علاج، وقالت له أيضا إنها كانت تنزف دما من أنفها وفمها، ولكن الاطار الطبي وشبه الطبي والممرضين لم يهتموا لحالتها. حاول أفراد العائلة دخول المستشفى إلا أنهم منعوا من ذلك باعتبار منع الزيارة ليلا. واصل أفراد العائلة الاتصال بابنتهم عبر الهاتف الى أن انقطع الاتصال، وانقطعت أخبار المريضة، الى حدود ساعات الصبح، في حدود الساعة التاسعة صباحا، تم إبلاغ العائلة بأن ابنتهم أنجبت، وأنها تحت العناية الطبية. حاول أفراد العائلة الاطمئنان عليها لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، فأبلغوهم ثانية بأنها وضعت مولودها وأنهما في حال الخطر. بقي الجميع بين أخذ ورد، الى أن أبلغوهم في حدود الساعة الحادية عشرة من نهار يوم السبت الماضي بوفاة ابنتهم، فسلموا بالامر وأرادوا الاطمئنان على المولود، لكن القائمين بالمستشفى أبلغوهم الحقيقة ومفادها بأنها توفيت دون أن تنجب. عندها أدرك أفراد العائلة بأن ابنتهم أهملت ولم تتلقّ العلاج اللازم، وطلبت العائلة من النيابة العمومية إخضاع جثة الهالكة وجنينها على التشريح فقررت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بسليانة، عرض جثة الهالكة على مخابر الطب الشرعي بالمستشفى الجهوي بالڤصرين، كما أذنت بالقيام بالابحاث والتحقيقات اللازمة، وعهدت بملفات القضية الى احدى الفرق الامنية المختصة. وعلمنا أن الباحثين استدعوا زوج الهالكة وشقيقها لسماع أقوالهما، ويجري حاليا التحقيق في كل ملفات القضية للكشف عن ملابساتها وتحميل المسؤولية القانونية لمن ستكشف عنه الابحاث في صورة ثبوت وقوع الاهمال.