لندن القدسالمحتلة (وكالات): وصفت صحيفة «أنديبندنت» البريطانية قرار حكومة الاحتلال الاسرائيلي تخفيف الحصار المفروض على غزة بأنه «رشوة اسرائيلية للغرب» للتغاضي عن أفعالها ولتخفيف الانتقادات الدولية التي وجهت إليها بسبب عدوانها على أسطول المساعدات الذي كان متجها الى القطاع المحاصر قبل أسابيع. وفي تقرير لها بعنوان «رشوة للعالم الغربي» نشرته في عددها الصادر أمس ذكّرت الصحيفة بتصريحات مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الاوسط طوني بلير الذي قال قبل أيام إن الحكومة الاسرائيلية على استعداد الآن للانتقال الى نظام كامل جديد تجاه الوضع في غزة. تفاؤل مفرط ورأت الصحيفة أن هذه التوقعات بحدوث تغيير جذري في الوضع كانت انعكاسا للتفاؤل المفرط من جانب طوني بلير الذي فشل في تحقيق أية خطوة ملموسة خلال تولّيه منصب مبعوث اللجنة الرباعية وبشكل خاص في ما يتعلق بغزة. وأضافت الصحيفة أن ما رآه آخرون على عكس ما رآه بلير هو أن الحكومة اليمينية في اسرائيل لن ترفع الحصار عن قطاع غزة مهما كانت الضغوط من جانب الولاياتالمتحدة أو أي بلد آخر لأن اسرائيل تعتبر الحصار أمرا ضروريا لصالح أمنها وأن رفعه سيخدم حركة «حماس». وتابع تقرير «الأنديبندنت» القول إنه ربما سيتم السماح بدخول بعض السلع ولكن الحصار على غزّة سيظل مفروضا لتضييق الخناق على حركة «حماس». وتناولت الصحيفة في تقريرها أيضا إعلان حكومة الاحتلال إجراء تحقيق داخلي في ملابسات الهجوم على أسطول الحرية، مشيرة الى أن الهدف الرئيسي من هذا التحقيق هو إرساء مشروعية الحصار على غزة وإعطاء دروس للجيش الاسرائيلي بالتدخل بشكل فعّال في المستقبل في أية اشتباكات أو مواقف مماثلة، وليس التحقيق في السياسة التي انتهجتها اسرائيل أو مبررات الهجوم العسكري. واختتمت الصحيفة تقريرها برسالة واضحة مفادها أن الوضع لن يتغيّر، فالحصار الاسرائيلي سيعزز من نفوذ «حماس» وسيضر بالشعب الفلسطيني داخل القطاع، وإذا ما أراد العالم مساعدته فالامر يعود الى الأممالمتحدة بإرسال قوافل إغاثة بحرية أو أن تفتح مصر حدودها مع القطاع بشكل دائم. إغلاق مؤقت في الأثناء أغلقت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أمس كافة المعابر التجارية مع قطاع «غزة»، وقال رئيس لجنة تنسيق إدخال البضائع الى غزّة رائد فتوح في بيان صحفي إن السلطات الاسرائيلية أغلقت هذه المعابر ليومين على أن يعاد فتحها غدا. وذكر فتوح أن عدد السلع التي سمحت سلطات الاحتلال بدخولها الى غزة ارتفع خلال الاسابيع الماضية خاصة عقب الهجوم على أسطول الحرية ليصل الى نحو 200 سلعة. وأوضح فتوح أنه رغم أن معظم السلع المسموح بدخولها حتى الآن تندرج ضمن السلع الاستهلاكية باستثناء بعض الاصناف مثل الاخشاب والالمنيوم والزجاج فإن زيادة هذه الاصناف تعدّ «تطورا إيجابيا». من جانبه نفى عوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي وجود اختلاف بين النسختين الانقليزية والعبرية لقرار تخفيف الحصار عن غزة، زاعما أن حكومته اتخذت قرارا بتغيير سياستها بشأن إدخال السلع الى غزّة.