بعيدا عن الأحداث التي لم ينتظرها أحد كان تتويج الترجي الرياضي بلقب البطولة في نهاية الموسم الحالي منطقيا ومستحقا فالفريق برصيده البشري وانتظام نتائجه ومردوده الجماعي كان أفضل من بقية الأندية المشاركة في بطولة القسم الوطني «أ». الهيئة المديرة للفريق وهذه حقيقة راسخة وفّرت أيضا كافة ممهدات النجاح رغم الصعوبات ورغم بعض التوتر الذي عاش على وقعه فريق الأكابر في بعض الأحيان. فنيا نجح المدرب نجيب بن ثاير في تجاوز الانتقادات الموجهة إليه وحظي بثقة الهيئة المديرة ليواصل بالتالي قيادة الفريق خلال الموسم المقبل بنفس الرصيد تقريبا باستثناء محمود الغربي الذي وقّع وكما أشرنا سابقا لنانت الفرنسي. الترجي يبقى أيضا على بعد أيام من إنجاز كبير جدّا يتمثل في الفوز بالثنائي فالفرصة سانحة لتحقيق هذا الهدف بضم الكأس إلى البطولة في نهائي 19 جوان الجاري. هو موسم غير عادي للترجي إذن، موسم النجاحات والتتويجات وإن شابته بعض التصرفات المشبوهة لجماهير الفريق فإلقاء «شمروخ» بحري كاد يتسبب في كارثة خلال النهائي إيابا وهو ما أثار استياء عميقا لدى رئيس النادي السيد حمدي المدب الذي هدد بمغادرة الفريق احتجاجا على هذه التصرفات غير المسؤولة التي ورطت الترجي بعد يوم واحد من نقض المحكمة الرياضية لقرار اللعب بلا جمهور المسلط على الترجي. العياري في البحرين تردد خلال اليومين الأخيرين خبر ملحّ حول عودة المدير الفني الحالي لجامعة كرة اليد سيد العياري إلى الترجي في خطة مدرب خلفا لنجيب بن ثاير وببحثنا في هذا الموضوع تبين أن العياري سيذهب إلى البحرين للإشراف على حظوظ المنتخب البحريني في مونديال السويد على أن يعود في ما بعد لممارسة مهامه على رأس الإدارة الفنية للجامعة. رغبة العياري في الجمع بين مهمتين ستثير بلا شك بعض الجدل صلب المكتب الجامعي الذي لم يوافق مثلا على جمع المدرب حافظ الزوابي بين تدريب جمعية الحمامات ومنتخب الأواسط. إلغاء الكأس لم تخف عدة أطراف صلب مكتب الجامعة التونسية لكرة اليد استياءها من قرار النقض الذي اتخذته المحكمة الرياضية والذي أتينا على حيثياته وخلفياته سابقا ولم تخف هذه الأطراف ارتياحها للقرارات التي اتخذتها الجامعة سابقا وهي ترى ما اعتبرته تبعات منطقية للنقض الصادر عن المحكمة الرياضية أي إلقاء الشماريخ وتوقف مبارة القمة. الأطراف الجامعية رأت في ما حدث أفضل ردّ على القرار غير الوجيه حسب رأيها الصادر عشية الجمعة مع العلم أن مسؤولين في الجامعة كانوا تداولوا في ما بينهم «مشروع قرار» يقضي بإلغاء نهائي الكأس كشكل من أشكال التعبير عن الاستياء مما حدث وبالطبع «مشروع» كهذا يبقى غير منطقي وغير قابل للتحقيق لأنه ينتهك حقوق الأندية ويمس بمصداقية النشاط الرياضي. ياسين بن سعد