أخيرا هبّت رياح التغيير على فريق المستقبل الرياضي بالقصرين بإقدام رجال غيورين على انقاذه وانتشاله مما كان يتهدده من الانهيار وعلى رأسهم الأستاذ «يوسف المحمدي» الذي أصبح الربّان الجديد لسفينة «الشعباني» ورئيسا لهذا الصرح الرياضي الكبير والذي لم يتردّد في تمكيننا من اجراء حوار معه يميط فيه اللثام عن عديد الحقائق ويجيب عن بعض الاستفسارات تبديدا لحيرة الأحباء وإشباع لنهمهم في الاطلاع على آخر مستجدات فريقهم وإليكم فحوى هذا الحوار: ألا يعتبر من باب المغامرة إقدامكم على رئاسة النادي في هذا الظرف بالذات؟ صحيح أن الفريق يمرّ خلال هذه الفترة بصعوبات جمّة وشبه انهيار بعد الاخفاق الحاصل إثر نزوله الى الرابطة الثانية، لذلك حزّ في نفسي رؤيته على هذه الحال فدفعتني الغيرة على عائلتي الثانية التي قضّيت معها السنين الطوال من حياتي وبحكم أنني ابن الجهة وعلى دراية تامة بالأجواء الداخلية للفريق وملمّ بظروفه وأوضاعه العامة ارتأيت الاقدام على هذه التجربة عن اقتناع تام بعد التشجيع الذي وجدته من كل الأطراف وعلى رأسها السيد والي الجهة وكافة الاطارات المحلية وخاصة من الجماهير العريضة التي دفعتني الى الاستجابة وتلبية نداء الواجب. خلال جلسة تعيينكم حدثت منافسة بينكم وبين السيد سفيان القصوري حول رئاسة الجمعية.. ألا يمكن أن يؤثر ذلك علي برنامج عملكم مستقبلا خاصة وأنه يشغل مسؤولية نائب أول في الجمعية؟ الأخ سفيان القصوري تربطني به علاقات طيبة وهو ابن الجمعية، غيور على مصلحتها ولم يبخل عنها بالمساعدة وأعطى الكثير من جهده ووقته وماله وقد تنازل عن رئاسة الجمعية عن طيب خاطر، وإنني على يقين تامّ بأنه ستسود بيننا أجواء التفاهم والانسجام وإن شاء الله ستكون علاقتنا مبنية على أسس الاحترام المتبادل لأن مصلحة الجمعية فوق كل اعتبار. ما هو الهدف الاستراتيجي لهذا الموسم؟ العودة السريعة الى رابطة الاحتراف الأولى مثلما ينادي به شقّ كبير من الأحباء أم إعداد وتكوين فريق للمستقبل؟ المستقبل يملك قاعدة جماهيرية واسعة عُرفت بتعلّقها الكبير بفريقها الذي يعتبر الرئة التي يتنفس بها كل متساكني ولاية القصرين وطبيعي جدا أن يطالبوا باستعادة «قاهر الكبار» لمكانه الطبيعي ضمن مصاف الكبار وهذا ما سنسعى إليه خلال هذا الموسم مع اعطاء جانب كبير من اهتماماتنا للتكوين وإعداد فريق يقطع مع عادة الصراع من أجل البقاء. ما هي أبرز الملفات الحاسمة الموضوعة على جدول اهتماماتكم؟ هناك العديد من الملفات المتأكدة التي تنتظر النظر والتمحيص بعيون متبصّرة ومتأنية بعيدا عن التسرّع والارتجالية وانطلقنا في دراستها وفق برنامج عمل واضح يعتمد على الجدولة حسب الأولويات أذكر منها على سبيل المثال: الاطار الفني، الانتدابات، الجانب الأدبي والمالي. وملف «فروع الشبان» الذي شهد في السنوات الأخيرة بعض الاهمال والتهميش فمتى يقع التفكير فيه ويقع نفض الغبار عليه؟ المستقبل مدرسة رياضية عريقة أنجبت العديد من اللاعبين الأفذاذ على غرار محمد علي التباسي ومحمد الطاهر القرميطي وكريم حڤّي ووجدي بوعزّي ولازالت نبعا لا ينضب من المواهب ولا أظن أن جهة تعداد سكانها يناهز نصف مليون غير قادرة على إنجاب المزيد ولذلك سيقع التركيز على هذا الأمر وسننفض الغبار على هذا الملف في القريب العاجل بتعيين مدربين ومرافقين أكفّاء من الفنيين والمختصّين من أبناء الجهة للاعتناء بهم وسنوفر لهم كل أسباب العمل والنجاح حتى نمكّن كل شبل من تحقيق حلمه بترصيع صدره مستقبلا بشعار نسر الشعانبي وحمل ألوان الفريق. هل يمكن أن تطلعنا على بعض معالم تركيبة الهيئة المديرة الجديدة للمستقبل؟ الهيئة المديرة ستكون خليطا متجانسا يجمع بين الخبرة والفعالية وسيقع الاعتماد خاصة على الوجوه الرياضية من أبناء النادي ولاعبيه القدامى وسيظلّ الباب مفتوحا أمام كل من يأنس في نفسه القدرة على تحمّل المسؤولية وإفادة الجمعية. كلمة أخيرة تتوجّهون بها الى الشارع الرياضي والى قرّاء صحيفة «الشروق» عموما؟ هي دعوة الى كافة جماهير النادي وأحبائه الأوفياء الى مزيد الوقوف مع فريقهم الذي يحتاج الآن قبل أي زمن مضى الى تشجيعهم وبهذه المناسبة أتوجه بجزيل الشكر والثناء الى جميع المسيّرين وأعضاء الهيئة المديرة السابقة من مجهودات كما لا يفوتني أن أتقدّم بخالص تحياتي الى كافة العاملين بجريدة «الشروق» شاكرا سعيهم الدؤوب في تغطية أخبار جمعيتنا والى جميع قرّائها الأوفياء..