السيدة هادية العروسي هي مثال المرأة التونسية النشيطة، فهي رئيسة الجمعية التونسية للصحة النفسية «من أجل حياة أفضل»، وعضو بالمعهد الدولي للدفاع عن حقوق الطفل بسويسرا وعضو بالجمعية العالمية شباب أسرة وقضاة (1928)، وعضو بالمجلس العربي للطفولة برئاسة الأمير طلال، كما توجت من قبل رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي سنة 2007 بوسام الاستحقاق طفولة الصنف الثالث. وفي هذا الحوار تتحدث السيدة هادية العروسي عن دور الاعلام في التنشئة المتوازنة للشباب وعن الجمعية التونسية للصحة النفسية والمهام التي تقوم بها في علاقتها بالشباب. كيف ترين دور الاعلام في التنشئة المتوازنة للشباب؟ الشباب في المجتمع أصناف: هناك الشباب المستقر، الشباب المستهتر، الشباب الضائع... لذلك على الاعلام أن يعرف كيف يسيطر على هذه الاختلافات والاعلام يعلم أن الشباب لم يعد يطالع بكثافة نظرا لوسائل الاتصال الحديثة لذلك فإن اختيار وسيلة مخاطبة الشباب من قبل الاعلام ليست سهلة فكل شباب له لغة وله فكر. وعلى كل حال لابد من فك عزلة الشباب وادماجه في الحياة المسؤولة. وما هو الدور الذي تقوم به الجمعية التونسية للصحة النفسية في العناية بالشباب؟ الجمعية تهتم بالشاب المريض النفسي وهذه السنة كلفنا السيد الرئيس بالعمل التطوعي فخصصنا عالمة في الاجتماع لتطبيق برنامج «معا لرفع التحديات» الذي جاء في نقاطه 7،6،5 التأكيد على ايلاء عناية خاصة بالصحة العقلية والنفسية. نحن نعلم الشباب ثقافة الحوار والدخول في العمل الميداني. وماذا عن اقبال الشبان على الجمعية؟ الجمعية تستقطب عددا كبيرا من الشبان لحل مشاكلهم المختلفة لكن بعض الشبان يتحرج فيما بعد من القول بأن الجمعية حلت له مشاكله ونحن نأسف لهذا. لو تقدمي لنا تعريفا للجمعية التونسية للصحة النفسية؟ تأسست الجمعية بتاريخ 30 أكتوبر 1990 وأعلن عنها في الرائد الرسمي في 15 فيفري 1991 بإرادة سياسية طبعا وبمبادرة من المرحوم سليم عمار، كذلك سعيدة التركي والمرحوم محمد غربال والآن عميد الجمعية هو عز الدين قديش وهي تقدم الاحاطة النفسية للمرضى النفسيين والوقاية للشبان وإظهار حقوقهم. لاحظنا أن اهتمامكم لا يقتصر على الشباب وانما تهتمون أيضا بالاطفال. ما هو برنامج الطفولة؟ أنا عضو في لجنة الصحة النفسية بوزارة الصحة وفي لجنة الطفولة بوزارة المرأة، ونحن نهتم بالعناية بالطفولة فاقدة السند وإظهار حقوقها وتطبيق مجلة الطفل ومجلة الأحوال الشخصية وذلك طبعا من منطلق ايماننا بأن الطفولة السليمة هي أساس الشباب المنسجم. ونحن أيضا ندافع عن الأطفال ذوي الاعاقة النفسية الذين يجدون صعوبة في التأقلم في النشاط المدرسي. على ذكر الاعاقة شاهدنا مؤخرا في البرنامج التلفزي «في دائرة الضوء» حالة الطفلين المتوحشين، كيف تفسرينها؟ هما مثال عن الطفل المتوحش الذي له ذكاء خاص يمكن استغلاله شاهدنا شجاعة كبيرة في الأم التي فضلت الاحتفاظ بطفليها وهي تستحق تحية على هذا، فكثير من الناس لا يرضون العيش مع أشخاص معوقين نفسيا. في الختام، ما هي رسالة الجمعية للشباب؟ نريد من الشاب الذي متعه الله بالصحة أن يتعاون مع الشاب المريض داخل الاسرة وخارجها ليقع الانسجام بينهما فالشباب يجب أن يفكر في غيره ولا يكون أنا نيا حتى نكون كلنا يدا واحدة والجمعية تفتح أبوابها لكل الشباب للعمل والنشاط فيها حيث نحيطهم بالتأطير ونقول لهم: يا شباب المجتمع المدني في حاجة اليكم. صابرين الحاج فرج: طالبة بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار