لئن أنهى المنتخب التونسي لقاءه الودي الاول تحت إمرة الفرنسي برتران مارشان متفوقا على نظيره السوداني بنتجية... فانه لا يمكن الحكم على مستوى منتخبنا نظرا للضعف الفادح الذي لاح عليه المنتخب السوداني خاصة خلال الشوط الاول. دخل المنتخب التونسي اللقاء بتشكيلة منقوصة من كل لاعبي الترجي الرياضي ولا ندري هل ان هذا الامر كان باتفاق مع هيئة نادي باب سويقة التي احتج مدربها المساعد على دعوةلاعبيه في هذا الوقت أم أن الامر كان ردة فعل من الاطار الفني للمنتخب على احتجاج المدرب المساعد للترجي؟ هدف مبكر لم يرتق الشوط الاول الى مستوى فني ممتاز نظرا للضعف الفادح الذي كان عليه المنتخب السوداني في حين كان الضعف البدني جليا في أداء لاعبينا اضافة الى انحصار اللعب في وسط الميدان نتيجة الكثافة العددية من اللاعبين فيه من المنتخبين لكن ذلك لم يمنع «نسور قرطاج» من تسجيل هدفين في الدق 9 عن طريق وسام يحيى اثر تمريرة ممتازة من عصام جمعة وضعته وجها لوجه مع الحارس وفي الدق 36 عن طريق سامي العلاقي اثر مجهود ممتاز منه وتمريرة في العمق من عصام جمعة فاجأت المدافعين السودانيين. روح هجومية تميز أداء منتخبنا في السنوات الماضية باعطاء الاولوية للدفاع ويبدو أن المدرب الجديد مارشان يسعى الى تغيير هذه الطريقة في اللعب باعطاء عمق هجومي أوضح للمنتخب فاعتمد على ثلاثة لاعبين هجوميين لتنشيط هذا الخط اكثر حيث كان العلاقي والذوادي جناحين ممهدين في حين لعب عصام جمعة كلاعب هجومي حرّ وهذا ما جعله وراء الهدفين كصانع ألعاب كما توفرت له عديد الفرص الخطيرة في الدق 24 و39. ضعف فادح المنتخب السوداني كان ضعيفا ولم يحرج دفاع تونس الا في مناسبتين الاولى اثر كرة مرتدة من الحارس المثلوثي ومصعب عمر يضيع الفرصة السانحة في الدق 22 والثانية كانت عن طريق طارق مختار الذي اصدمت كرته الرأسية بالقائم الايمن في الدق 38. هذا الضعف السوداني مرده تفكك خطوطه وقلة مهارات لاعبيه مما اوقعهم في التمريرات الخاطئة اكثر من مرة خاصة ان تواجد ثلاثة لاعبي ارتكاز تونسيين عطل تنقل الكرة بسلاسة لدى السودانيين. تغييرات عديدة وسيل من الأهداف في الشوط الثاني سعى المدرب مارشان الى إحداث عدة تغييرات في تشكيلته بغية تجريب اكثر ما يمكن من اللاعبين لكن هذه التغييرات لم تؤثر في أداء منتخبنا الذي استغل كما ينبغي اخطاء الدفاع السوداني ليسجل اربعة اهداف كاملة افتتحها كريم حقي اثر ضربة جزاء تحصل عليها عصام جمعة في الدق 48 ثم فرض عصام جمعة سلطانه على الدفاع السوداني ليسجل في مناسبتين متتاليتين الاولى كانت في الدق 54 اثر توغل وتسديدة ممتازة مستغلا سوء غلق الحارس السوداني للزاوية وكانت الثانية في الدق 58 حين استغل سوء تطبيق للتسلل لينفرد بالحارس ويرفع به الكرة ثم انفرد العكايشي مرة أخرى بالحارس في الدق 70 وسجل الهدف السادس. في حين ذلل الفارق للسودان كاريكا اثر ضربة جزاء تحصل عليها بابكر بعد عرقلته من كريم حقي ثم استغل مهند الطاهر بهتة دفاعنا ليسجل الهدف الثاني للسودان في الدق 83 وقبل ذلك بدقيقتين اصطدمت كرة كاريكا بالعارضة الافقية. مفيدة للمعنويات هذه المباراة لم يكن اعتبارها اختبارا جديا للمنتخب التونسي لأن منافسه كان ضعيفا للغايةبسبب التغييرات الكبيرة في صفوفه وقدوم مدرب جديد مما يعني انه في مرحلة انتقالية لكن هذا الفوز سيكون له اثر معنوي ممتاز على لاعبينا في مفتتح هذه المرحلة الجديدة مع مارشان. تشكيلة المنتخبين المنتخب التونسي: المثلوثي (القصراوي) العيفة (البوسعايدي) مهدي مرياح الصالحي حقي (عبد النور) المرزوقي البرقاوي (الهمامي) وسام يحيى العلاقي عصام جمعة (العكايشي) الذوادي (المويهبي). المنتخب السوداني: بهاء الدين محمد (روي قلواك) عمر بخيت أحمد الباشا مشرف طارق مختار كاريكا عبد الرحمان كورونغو مصعب عمر توماس (عبد الله) علاء الدين بابكر أحمد محمد (مهند الطاهر). هل عاقب مارشان لاعبي الترجي؟ قدوم المدرب الفرنسي مارشان لتدريب المنتخب الوطني رافقه احتجاج كبير من الترجي وخاصة الاطار الفني الذي هاجم المدرب الوطني وانتقد اختياراته ولكن قيل في النهاية أن الجامعة توصلت الى اتفاق مع الترجي والتحق لاعبو باب سويقة بالمنتخب ولو بشيء من التأخير واعتقد الجميع أن الستار أنزل وتم تطويق الخلاف لكن اختيارات المدرب في السودان والتشكيلة (لم يعول على أي لاعب من الترجي) التي عول عليها أعادت فتح باب التأويلات ويبدو أن هذا المدرب قد سعى الى معاقبة لاعبي الأحمر والاصفر بعدم التعويل عليهم رغم أن هناك من قال إنه لم يعول عليهم باتفاق مسبق.