التوصيات المنبثقة عن ندوة وزارة الخارجية حول "تعزيز الدبلوماسية البيئية والمناخية"    الخطوط الجوية التونسية تعزز علاقاتها مع حرفائها من خلال عرض حصري لأعضاء فيديليس    قابس: إقرار تكوين فرق مشتركة بين ولايات قابس وقفصة وسيدي بوزيد لرصد واستكشاف الجراد الصحراوي    بطولة تايلر الامريكية للتنس : عزيز دوقاز يفتتح مشواره غدا الثلاثاء بملاقاة الامريكي اندريس مارتن    التشكيلة المحتملة لنسور قرطاج    عاجل/ إندلاع حريقين في هذه الولاية..    وزير التربية يتابع ظروف انطلاق الدورة الرئيسية لباكالوريا 2025 بعدد من المؤسسات التربوية بولايتي تونس وبن عروس    الملتقى العربي لأدب الطفل ينطلق يوم غد الثلاثاء    بداية من 12 جوان: منظمة الأطباء الشبان تقرر الدخول في إضراب عام لمدة 5 أيام    شركة الخطوط التونسية للخدمات الأرضية تطلق برنامجا شاملا لتحديث معداتها الخاصة بالخدمات الأرضية في المطارات    البطولة الانقليزية: المصري محمد صلاح يحصد جائزة أفضل لاعب في ليفربول لموسم 2024-2025    توزر: عودة تشغيل الخط الحديدي رقم 13 بين المتلوي وتوزر قبل نهاية الشهر الحالي وتقدم أشغال صيانة السكة بحوالي 75 بالمائة    بكالوريا 2025: وزير التربية يدعو للإحاطة النفسية بالممتحين.. #خبر_عاجل    غدا.. ندوة دولية حول الفساد في المجال الرياضي    ماذا تفعل في يوم عرفة؟ إليك الأعمال المستحبة    ماذا يحدث لجسمك عندما تأكل لحم العيد بهذه الطريقة؟ نتائج صادمة لا يعرفها أغلب ''التوانسة''    عاجل/ وفاة حاج تونسي في مكة..    فلّاح من باجة: عديد التونسيين لن يتمكنوا من شراء اضحية العيد    أسعار خيالية في نقاط البيع المنظمة: "القشارة" أرحم من الحكومة!    إستعدادا لمواجهة الترجي الرياضي : مدرب فلامنغو البرازيلي يكشف عن موعد الإنطلاق في التحضيرات    نابل: انطلاق إمتحانات البكالوريا في ظروف جيدة    هام: توقيت فتح المسلخ البلدي خلال عيد الاضحى بهذه البلدية..    السعودية تضبط 75 ألف مخالف لأنظمة الحج وتصدر توصيات    انقطاع الماء في أريانة اليوم: الصوناد توضّح وتحدد موعد العودة    أريانة: انطلاق الحملة الجهوية لمكافحة الإدمان تحت شعار ''لا للإدمان'' وتستمر حتى هذا الموعد    موجة حرّ مرتقبة في تونس خلال عطلة عيد الأضحى...التفاصيل    معرض الاغذية الدولي لافريقيا من 9 الى 11 جويلية المقبل بقصر المعارض بالكرم    المؤرخ عبد الجليل التميمي يفوز بجائزة العويس للدراسات الإنسانية المستقبلية    المغرب يستخدم ''الدرون'' لمنع ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى    عيد الاضحى 2025: هذا ما يجب فعله بعد ''ذبح'' الأضحية    متى تبدأ عطلة عيد الأضحى 2025 في الدول العربية؟ إليكم التفاصيل حسب كل دولة    ماهر الكنزاري يوضح حقيقة المناوشة مع رئيس الملعب التونسي    عاجل : فتح باب الترشّح لرئاسة وعضوية الهيئة المديرة للنادي الإفريقي...تفاصيل    الفراولة سلاح طبيعي ضد هذه الأمراض: دراسة حديثة تكشف الفوائد    إنتقالات: نادي برشلونة يستبعد التعاقد النهائي مع نجم المنتخب الإنقليزي    رقم صادم.. "الأونروا" تكشف عدد الضحايا من الأطفال في غزة    بقيادة معين الشعباني: نهضة بركان يتأهل إلى ربع نهائي كأس المغرب    عاجل/ بداية من الغد: انطلاق بيع لحم "العلوش" الروماني..وهذه الأسعار ونقاط البيع..    القيروان: انطلاق اختبارات الباكالوريا في ظروف عادية    عاجل/ 30 سنة سجنا و300 الف دينار خطية لمروج مخدرات بالملاهي الليلية..وهذه التفاصيل..    شقيقة الضحية التونسي في فرنسا "شقيقي قتل خلال مكالمتي معه بالهاتف عبر الكام"    تخفيض توقعات النمو العالمي في ظل تزايد الرياح المعاكسة    تحذير :'' التيك توك'' يروج لمعلومات مضللة حول الصحة النفسية ويشكل خطرًا    زلزال بقوة 6,3 درجات يضرب هذه السواحل..#خبر_عاجل    البكالوريا: 88 تلميذا من قرى 'اس او اس' يجتازون اختبارات الدورة الرئيسية    رجل فرنسي يقتل جاره التونسي بالرصاص وينشر شريطي فيديو عنصريين    بولندا: فوز القومي كارول نافروتسكي بالانتخابات الرئاسية    طقس اليوم: رياح والحرارة تتراوح بين 25 و35 درجة    دعوة الى حظر منتجات التبغ المنكهة    عروس برازيلية تثير الجدل بعد وصولها لحفل زفافها بسيارة جنازة.. والسبب أغرب من الخيال!    قفصة تكرّم "شيخ الأدباء "عبد العزيز فاخت    قابس: انطلاق فعاليات الدورة السادسة للمهرجان الدولي للسينما البيئية    اليوم الأحد: دخول مجاني للمتاحف والمواقع الاثرية والمعالم التاريخية    أولا وأخيرا .. الضربة الساكتة    ''السوشيال ميديا خطيرة''...نوال غشام تحذّر من انهيار الذوق الفني!    مُنتشرة بين الشباب: الصحة العالمية تدعو الحكومات الى حظر هذه المنتجات.. #خبر_عاجل    السوشيال ميديا والحياة الحقيقية: كيف تفرّق بينهما؟    منبر الجمعة ..لبيك اللهم لبيك (3) خلاصة أعمال الحج والعمرة    









د. عبد العزيز شنيقير ل «الشروق»: بلجيكا لن تنشطر... والمد القومي هو الخطر
نشر في الشروق يوم 21 - 06 - 2010


٭ أجرى الحوار: عبد الرؤوف بالي
٭ تونس «الشروق»:
اعتبر الخبير الاستراتيجي الدكتور عبد العزيز شنيقير ان الزلزال الانتخابي الذي شهدته بلجيكا الاحد الماضي ناتج عن تزايد المد القومي الفلامنكي وعدم الاستقرار السياسي الذي شهدته البلاد خلال السنوات الاخيرة وزادت من حدته استقالة رئيس الوزراء السابق إيف ليتيرم.
وأشار الدكتور شنيقير في حديث مع «الشروق» الى أنه بالرغم من ضبابية المشهد السياسي وحالة الصدمة التي تعيشها البلاد يبقى خيار الانفصال بالنسبة للفلامنكيين مستبعدا مؤكدا ان هذه الازمة السياسية ستنعكس سلبا على الموقف البلجيكي خلال توليها رئاسة الاتحاد الأوروبي مضيفا ان الخطر الحقيقي الذي يهدد وحدة البلاد واستقرار المهاجرين العاملين بها هو ازدياد قوة ونفوذ القوميين المتشددين. وفي ما يلي نص الحوار:
٭ دكتور كيف تفسرون الفوز العريض الذي حققه التحالف الفلامنكي في الانتخابات البلجيكية؟
بداية يجب ان نشير الى ان بلجيكا تعد حوالي 10 ملايين نسمة وبها ثلاث لغات رسمية وهي الهولندية والفرنسية والألمانية وذلك يعود لسيطرة ثلاث قوميات وهي الفلاموند والفرانكفون والجرمان.
هناك عدة عوامل ساهمت في تحقيق الفوز التاريخي الذي احرزه الفلامنكين ولعل ابرز العوامل يعود الى الخطاب الذي قدموه حيث اججوا الحس القومي لدى الفلامنكيين الذين يمثلون أكثر من 50٪ من عدد البلجيكيين. كما عززوا من النظرة العامة للفرنكفونيين كانتهازيين يتربصون بالنظام الحاكم أما العامل الثاني الذي ساهم في انتظار الفلامنكيين فهو اللغة فهم ضد ان ينطق الوالون (الفرنكفونيون) بالفرنسية وضد ان تحافظ البلاد على حق التصويت باللغة الفرنسية او بصفة اوضح هم ضد بقاء الفرنسية كلغة رسمية في البلاد.
٭ هل هناك عوامل خارجية اثرت على نتائج الانتخابات التشريعية البلجيكية؟
بالضرورة هناك أسباب خارجية لعل ابرزها الضغط الذي سببته الأوضاع السياسية في هولندا، ففي الانتخابات الهولندية الأخيرة فاز اليمين المتطرف الذي هو ضد كل ظاهرة دخيلة على البلاد وقد عزز ذلك من حظوظ الفلامنكيين في بلجيكا الذين ينظرون الى أنفسهم كجزء من هولندا نظرا للتقارب او التماهي الحدودي والثقافي.
٭ كيف ساهمت الظروف الاقتصادية في البلاد في هذا الزلزال الانتخابي؟
هي نقطة اساسية في هذا الموضوع حيث يجب ان نأخذ في الاعتبار الظرفية الاقتصادية التي أثرت ايضا في مجرى عملية التصويت فمنذ الانتخابات الماضية في جوان 2007 تمر بلجيكا بنوع من عدم الاستقرار على مستوى الحكومة مما انعكس سلبا على اقتصاد البلاد وهو ما دفع البلجيكيين للتصويت لطرف يتصورون انه سيأتي بالاستقرار.
وإضافة الى ذلك زادت استقالة رئيس الوزراء السابق من تأزيم الوضعية الاقتصادية للبلاد.
الفلامون في الحقيقة يريدون كنفيدرالية حيث تتمتع الأقاليم بحرية أكثر وسلطات أوسع وميزانية خاصة لا تتأثر بالظروف التي تعيشها بقية الأقاليم. وهو ما جعلهم ينادون أيضا بانهاء العمل بنظام الضمان الاجتماعي الموحد وتحقيق هذه المطالب أو الضغط لتحقيقها ما كان ليتم دون فوزهم في الانتخابات بأغلبية ساحقة.
٭ كيف يمكن أن تخرج بلجيكا من هذا المأزق الذي يهدد بتقسيمها حسب رأيكم؟
في الوقت الحالي مازال الملك آلبير الثاني متكتما وينتظر نتائج النقاشات الجارية مع مختلف المكونات السياسية في البلاد.
الحل الظاهر حتى الآن على الأقل يكمن في تعيين زعيم الحزب الاشتراكي اليو دي رويو لرئاسة الوزراء وذلك مقابل تحقيق بعض المطالب للانفصاليين لكي تحافظ بلجيكا على وحدتها.
الغريب في الأمر أن الفلامنكيين فازوا في الانتخابات فقط لكي يبرهنوا على تميزهم أمام الفرنكفونيين. فقد أعلنوا أنهم لا يعارضون تعيين دي رويو الفرنكفوني الاشتراكي في رئاسة الوزراء.
٭ هل يعني هذا أن فرضية التقسيم تظل مستبعدة؟
بالعكس، فهناك احتمال كبير لمواصلة المطالبة بالتقسيم، حيث نجد اقتراحات تطالب بإلحاق الجزء الجنوبي ذو الأغلبية الفرنكفونية بفرنسا وهذه الاحتمالات تظل واردة، لكن في نظري ليس في الوقت الراهن. والخطر الحقيقي الذي يهدّد وحدة بلجيكا يكمن في احتمال تزايد قوة ونفوذ الفلامنكيين وهنا أصبحت بلجيكا بالفعل مهدّدة بأن يحكمها القوميون المتشددون.
٭ هل يمكن أن تؤثر الأزمة الحالية على علاقة بلجيكا بالاتحاد الأوروبي خاصة وأنها ستتولى رئاسته يوم 1 جويلية المقبل؟
هناك احتمالات قد يفضي تأثير الأزمة الى سلوك أحدها، الأول هو أن يؤثر القوميون الفلامنكيون في القرارات السياسية للاتحاد لصالحهم ولصالح فكرة التقسيم. أما المسلك الثاني هو أن تضعف الأزمة بلجيكا لدرجة عجزها على فرض رأيها في الاتحاد وتصبح وسيلة لتمرير مشاريع أجنبية وكلا الاحتمالين واردين طالما بقيت الظروف السياسية الداخلية ضبابية كما نراها الآن.
٭ هل يمكن أن يتضرر المهاجرون المقيمون في بلجيكا من نتائج الانتخابات الأخيرة؟
الخطر الذي يتهدّد المهاجرين في بلجيكا في الوقت الراهن هو في أن تصبح الآراء القومية المتشدّدة والمتطرفة وخاصة في الشمال أكثر قوة، عندها سيعانون من التمييز والتشدّد وهذا لا يخص المهاجرين العرب والمغاربة فقط، حيث سيستهدف التطرف المهاجرين الفرنكفونيين بدرجة أكبر.
هنا يجب أن نشير الى أن كل ذلك يظل مجرد قراءة للظرفية، وأنه وحتى الآن ليست هناك إشارات تعزز هذا الاحتمال. فالبلجيكيون مازالوا في حالة من الصدمة بعد النتائج التي أفرزتها الانتخابات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.