اختتمت عشية الأحد الفارط بمدينة سوسة، الايام التونسية الأوروبية السابعة لأمراض القلب التطبيقية التي افتتحها وزير الصحة العمومية وتواصلت على امتداد ثلاثة أيام بمشاركة أكثر من 1300 طبيب من تونس ومن الخارج. هذه الايام الطبية التي دأبت على تنظيمها سنويا ودادية مدرسي كلية الطب بسوسة بالتعاون مع الجمعية التونسية لأمراض وجراحة القلب والشرايين، تناولت خلال هذه الدورة عديد الاهتمامات المتعلقة بأمراض القلب، وقد تحدث المنسق العام لهذه الايام الدكتور عبد الله المحضاوي ل«الشروق» عن أبرز ما تم التطرق اليه مبرزا المواضيع الهامة والمتعلقة بأمراض القلب وعلاقتها بأمراض أخرى مثل السكري وأمراض ضغط الدم الى جانب ارتفاع نسبة الوفيات في تونس بسبب أمراض القلب حيث بلغت هذه النسبة 0.2٪ حاليا، اي مثل النسب المصرّح بها في البلدان الأوروبية. وأكد الدكتور عبد الله المحضاوي على أهمية ما تم التطرق اليه خلال الجلسات العلمية التي حاول خلالها العديد من أصحاب الاختصاص الذين جاؤوا من فرنسا وألمانيا وسويسرا وإيطاليا وأيضا بريطانيا الى جانب نظرائهم من تونس والجزائر والمغرب، حيث تناول جميعهم بالدرس والشرح آخر المستجدات العلمية في ميدان تسريح الشرايين ومعالجة الجلطات القلبية دون التدخل جراحيا مبرزا في الآن ذاته كفاءة الإطارات التونسية في هذا المجال والتي أصبحت تضاهي نظيراتها الأوروبية بشهادة الجميع. ورشات من طراز عال الدورة السابعة للأيام التونسية الأوروبية لأمراض القلب التطبيقية شهدت عديد الأنشطة الهامة أهمها الورشات التي بلغ عددها 30 ورشة اهتم بعضها بعرض آخر ما تم التوصل اليه من تقنيات ووسائل تكنولوجية حديثة وأيضا الأدوية جميعها يتعلق بأمراض القلب والشرايين وأيضا لاحظنا اهتمام أغلب الورشات والمحاضرات بالوقاية من الوفيات الفجئية لدى الرياضيين حيث تم تقديم 4 محاضرات تناولت طب القلب الرياضي وأكد خلالها العديد من الدكاترة مثل «تارديمون» و«رودو» ان تونس سبّاقة في مجال الوقاية من الوفيات الفجئية على الميدان بفرضها اجبارية الفحوصات والكشف بالصدى على القلب للرياضيين في حين مازالت هذه الكشوفات اختيارية في البلدان الأوروبية. أسباب ارتفاع نسبة أمراض القلب بتونس في ذات السياق ذكر الدكتور عبد الله المحضاوي ل «الشروق» ان اسباب ارتفاع نسبة أمراض القلب ببلادنا وخاصة لدى الكهول تعود الى عديد الأسباب أهمها التدخين والتنازل عن الوجبات الغذائية المتوازنة الى جانب الضغط اليومي المتعلق بالعمل والعائلة وأيضا الشارع. مبرزا في الآن ذاته ضرورة عودة التونسي الى عاداته الغذائية التي كان عليها أجدادنا الى جانب ضرورة تخصيص يوم واحد على الاقل أسبوعيا لممارسة الرياضة والتنزّه والابتعاد عن الروتين الذي يمكن اعتباره السبب الرئيسي لمثل هذه الأمراض.