تعيش منطقة الشرق الأوسط عامة والسعودية خاصة حاليا موجة حرارة مرتفعة أودت بحياة البعض والحقت اضرارا مادية كبيرة مما دعا علماء الارصاد الجوية الى التنبيه من خطورة التعرض لضربات الشمس القوية محذرين من «صيف مشتعل». فقد تجاوزت الحرارة في المملكة العربية السعودية بحر الاسبوع الجاري سقف الخمسين درجة فيما بلغت الحرارة في مصر الاربعين درجة مائوية. الشرق الأوسط .. يغلي اذ شهدت عموم مدن ومحافظات المنطقة الغربية من المملكة انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي جراء الحرارة المرتفعة التي تسببت في مصرع شخصين. وأكد الناطق باسم الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة السعودية ان درجات الحرارة تعدّ من المعدلات غير الاعتيادية في المملكة موضحا ان ما تتعرض له المنطقة الغربية من ارتفاع في الحرارة ناتج عن رياح مثارة من شرق البحر الابيض المتوسط. واعتبرت مصادر طبية ان خطر ضربات الشمس سبب قوي للوفاة داعيا الى تجنب التعرض لها. بدورها سجلت العاصمة الكويتية رقما قياسيا في معدلات الحرارة بتجاوزها 49 درجة مائوية خلال الايام القليلة الماضية. فيما حذّرت وزارة الصحة المصرية على لسان متحدثها الرسمي لاسيما الصغار والرضع وكبار السن الذين قد يكونون يعانون من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. وشهدت مصر خلال الايام الماضية عدة حالات وفاة على خلفية موجة القيظ التي تضرب البلاد. فقد لقي مدرسان مصححان مصرعهما بسبب الحرارة كما احترقت 5 أطنان من القطن وأكدت مصادر مصرية نشوب حريق ضخم بمخزن للقطن. في ذات السياق، نبهت شركة الكهرباء في قطاع غزة الى ان ارتفاع الحرارة سيفضي الى زيادة عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي على الاهالي. ورجحت ان تزيد المدة 4 ساعات كاملة لتصل الى 12 ساعة يوميا. وأضافت ان تصاعد حرارة الطقس اقترنت بدورها بتقنين تل أبيب إدخال السولار الصناعي اللازم لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة. وعلق المواطنون بالقول ان قطع الكهرباء وعدم تشغيل «المراوح» داخل المنازل تجعل بيوتنا قبورا... إفتاء ب «الإبراد» في هذا الاطار جوز المستشار في الديوان الملكي السعودي الشيخ عبد المحسن العبيكان تأخير صلاة الظهر لآخر وقت لها (قبل العصر) في المناطق الحارة. واقترح العبيكان على وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والأوقاف دراسة إصدار تعميم المساجد يقضي بتأخير إقامة صلاة الظهر اتباعا للسنة النبوية في «الابراد». ونقلت صحيفة «الوطن» عن المستشار قوله ان تطبيق سنة الابراد مطلوب في هذه الاوقات التي تشهد ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة بمعظم مناطق المملكة. واستشهد بقول الرسول محمد عليه الصلاة والسلام «إذا اشتد الحرّ فأبردوا في صلاة الظهر، فإن شدة الحرّ من فيح جهنّم» موضحا ان الاشكال قد يكون قائما في المساجد حيث ان عامة الناس اعتادوا الذهاب الى المساجد حين سماع نداء المؤذن بحلول وقت صلاة الظهر وانه يصعب تحقيقها في المساجد العامة وإنما لو كانت مساجد خاصة في أماكن محددة وفي قرى معيّنة كانت راغبة في الابراد فهي متيسرة وبسهولة يمكن تطبيق الأمر.