في لقاء مع السيد فتحي بسباس وهو إطار بنكي متقاعد وصديق السيد محمد مزالي في الأوقات الحرجة كما جاء في كتابه بعنوان: «محمد مزالي نصيبي من الحقيقة» والذي أهداه نسخة منه بتاريخ 2 سبتمبر 2008 تحدث صديق الظروف الحرجة كما سماه المؤلف عن علاقته بهذا الرجل فأكد أنها انطلقت في سن مبكرة بحكم علاقة القرابة التي كانت تربط السيد محمد مزالي بوالدته وزوجته باعتبارهما من عائلة مزالي قبل أن تتوطد هذه العلاقة بعد أن أصبح شابا ويتابع أنشطة جمعية الطالب المنستيري التي كان يرأسها السيد محمد مزالي الذي تفصله عن صديقه فترة 11 سنة من العمر. وقد أكد السيد فتحي بسباس ان معرفته بالأستاذ مزالي بدأت في أواسط الأربعينات. وكان يلتقي به في مناسبات عديدة وخاصة عندما كان يزور أخته المرحومة زوجة المرحوم محمد جعفورة. وفي لأصدقائه السيد فتحي بسباس أكد لنا بأن السيد محمد مزالي رغم ارتقائه في سلم المسؤوليات وتحمله حتى مسؤولية الوزارة الأولى بقي وفيا لأصدقاء الصبى والشباب وكان يحلو له مجالستهم ومؤانستهم. وكان يقضي فترات هامة خاصة في فصل الصيف في السباحة مع أصدقائه الهذيلي السويسي ومحمد هاشم والمنجي الفريني وغيرهم من الأصدقاء، كما كان يلعب الورق مع أقرانه أمثال أحمد وناس ومحمد هاشم والطاهر الفريني. وكان يشترك مع زملاء له من الطلبة على غرار المرحوم محسن البواب في تقديم العروض المسرحية. ولم تنقطع علاقته بأصدقائه حتى حين تحمّل المسؤوليات الوزارية إلا أن مكان اللقاء تغير من المقهى إلى البيت. رجل شعبي السيد محمد مزالي يقول عنه صديق الأوقات الحرجة السيد فتحي بسباس أنه شعبي في حياته فحتى وهو وزير كان ينزل إلى سوق المدينة ويقضي حوائجه بنفسه ويتحادث مع الناس، وكان يمتاز بخفة الروح وهو صاحب نكتة. على درب مجلة الفكر السيد فتحي بسباس قال لنا بأنه لما كان طالبا بأمريكا بعث إليه السيد محمد مزالي بنسخة من مجلة الفكر التي أسسها فقام بإهدائها إلى مكتبة جامعة واشنطن في سان لوي بولاية ميزوري. وكان لهذا الفعل الأثر البالغ في نفس رجل الفكر والأدب. وفاؤه إلى مدينته وفي حديثه عن الأستاذ محمد مزالي وعلاقته بعد أن أعاد إليه سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الاعتبار وعاد إلى أرض الوطن معززا مكرما قال السيد فتحي بسباس ان السيد محمد مزالي بقي يزور المنستير وله مسكنه الخاص بسقانص. وقد تكون آخر زيارة له للمنستير منذ أشهر بمناسبة وفاة أحد أصدقائه المرحوم محسن البواب. مضايقات صديق الأوقات الحرجة كما سماه الأستاذ محمد مزالي أكد لنا بأنه بقي باتصال بصديقه حتى بعد مغادرته للبلاد متخفيا وأن هذه العلاقة جلبت له الكثير من المضايقات في العهد السابق.