فصل الصيف في معتمدية نفزة طقسه حار وشمسه حارقة وقد بدأت تظهر جحافل الناموس والحشرات السامة والتي جدت في مياه السد والنباتات المحيطة به مكانا آمنا وصالحا للتكاثر مما جعل كميات الناموس تبدأ هجومها باكرا على المنزل فلا أحد يستطيع فتح نافذة منزله ليلا والنوم أو قضاء سهرة أمام المنزل. فمن عادات أهالي نفزة السهر أمام المنازل في جو عائلي بهيج وخصوصا في الأرياف حيث يتم وضع جهاز التلفاز في بهو المنزل وتفرش المفارش أرضا وتوضع مائدة الطعام التي تتجمع حولها العائلة لتناول وجبة العشاء ثم تبدأ السهرة العائلية وقد ينضم ابناء الجيران ويقضي الجميع سهرة رائعة ورائقة يتجاذبون اثناءها اطراف الحديث او يشاهدون التلفاز او يلعبون الورق في جو مرح الا أن هذه العادات قد انتهت وولت ولم تعد موجودة والسبب الناموس وتلك الحشرات التي تتطاير هنا وهناك بلسعاتها المؤذية والمؤلمة وأكثر الفئات تضررا هم الاطفال الصغار الذين تبدو على وجوههم وباقي أجسامهم مخلفات الناموس تلك الحبيبات الحمراء. الناموس موجود في كل مكان تقريبا وهو أمر طبيعي ولكن في نفزة فإن الأمر يختلف باعتبار أن اعداد الحشرات كبير جدا وعلى غير العادة بحكم الظروف الطبيعية فالمنطقة تتميز بغطاء نباتي كثيف زد على ذلك وجود كمية كبيرة من الماء تتمثل في حوض سد سيدي البراق وهو ما يساعد هذه الحشرات السامة على التكاثر بسرعة غريبة وعجيبة. أهالي نفزة منذ دخول فصل الربيع بدؤوا يستعملون مبيدات الحشرات الكيميائية كالبخاخات اليدوية والآلات الكهربائية، هذه المبيدات وإن كانت تقيهم لسعات الناموس فإنها وبطبيعة الحال قد تسبب عدة أمراض أخرى على المدى البعيد كالحساسية وأمراض الصدر والرئتين والملفت للانتباه انه وفي بعض السنوات تمت مداواة مصادر التكاثر حيث تتواجد النباتات الكثيفة بمحاذاة تجمع المياه الا أن هذه العادة وقع التخلي عنها رغم اهميتها وبدون سبب مقنع لذلك فإن المواطنين بنفزة وخاصة بمنطقة و«شتاتة» و«أولاد سالم» و«زاقة» و«أولاد قاسم» و«أم العبيد» وغيرها من المناطق المطلة على حوض سد سيدي البراق يطالبون مصالح الصحة العمومية وإدارة الغابات وبلدية نفزة والمجلس القروي بوشتاتة بالتدخل سريعا والعودة الى مداواة بؤر تكاثر الناموس الذي ضيق فعلا النفوس من اجل قضاء عطلة آمنة.