«الشروق» التقت هشام الحاجي الذي لم نكتشف فيه رجل السياسة فحسب وإنما الإنسان الذي يحمل بين ضلوعه هوسا خاصا بالساحرة المستديرة وذلك في سياق حديثه عن متابعته لمونديال جنوب إفريقيا تحدث الحاجي فأكد ما يلي: المونديال دفعه إلى تأليف كتاب... استهل الحاجي حديثه عن المونديال قائلا: «عشقي لكرة القدم دفعني مؤخرا لتأليف كتاب خاص بالمونديال الذي احتضنته القارة السمراء للمرة الأولى في تاريخها بالإضافة إلى عدّة معطيات تاريخية عن بقية كؤوس العالم في السابق منذ انطلاقها الأولى في الأوروغواي عام 1930 وما رافق هذه التظاهرة العالمية من أحداث مثيرة وطريفة علما أن هذا المحمل سيرى النور في شهر أكتوبر القادم...». لهذه الأسباب أعشق «التانغو» والمانشافت يعشق الحاجي سحر «التانغو» وواقعية الألمان فقال عن ذلك: «أفتخر في بداية الأمر بانتمائي السياسي إلى حزب الوحدة الشعبية ثم بانتمائي إلى عشاق النادي الإفريقي صاحب القاعدة الجماهيرية العريضة وصاحب العراقة الكبيرة في كرة القدم في بلادنا... أما على المستوى العالمي فإنني تابعت كأس العالم عام 1974 ومنذ ذلك الحين أصبحت أتعاطف مع منتخب «المانشفت» خاصة أن الألمان أطاحوا آنذاك بالهونلديين الذين ضمّوا في صفوفهم عدة عناصر عبّرت عن مساندتها للكيان الصهيوني بمن في ذلك رمز الفريق الجناح يوهان كرويف... هذا بالإضافة إلى أن المنتخب الألماني يعكس روح الشعب الألماني وما يتمتع به من صرامة وجدية وانضباط ولا ننسى ءأن هذا المنتخب كان بمثابة الوسيلة الفعالة التي أعادت الألمان إلى الواجهة من جديد بعد ذلك الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية.. وأعشق كذلك المنتخب الأرجنتيني وذلك بسبب أسلوب لعبه المثير والفرجوي والذي يعكس النمط الأمريكي الجنوبي وأعتبر شخصيا أن مارادونا يمثل بطلا قوميا في الأرجنتين فقد شغل الناس وهو لاعب يحمل فنياته وإبداعاته في مختلف الميادين قبل أن يشغلهم وهو مدرب وأتعاطف معه لأنه رجل مناهض للسياسات الأمريكية فلا ننسى علاقته الوطيدة بكوبا وتحديدا بفيدال كاسترو... وقد أعجبني أيضا حارس المنتخب الأرجنتيني. «روميرو» وأعتقد شخصيا أنه سيساهم في ذهاب منتخب بلاده بعيدا في مونديال جنوب إفريقيا... وفي مرتبة أقل أتعاطف مع الإسبان والطليان نظرا للإرث الثقافي والتاريخي ولوجود عدة علاقات صداقة تربطني بعدد من الشخصيات الإيطالية... ومثل أي عربي شجعت بكل وجوارحي المنتخب الجزائري الذي فشل في تخطي عقبة الدور الأول». ما وراء المونديال... يحمل مونديال جنوب إفريقيا في طياته عدة معطيات تحدث عنها الحاجي قائلا: «مؤكد أن الرئيس الرمز نيلسون مانديلا لعب دورا كبيرا في الترويج لمونديال جنوب إفريقيا وهنالك أيضا ترويج واضح لأمة «قوس قزح» التي تمثل الشعب الجنوب إفريقي بعد التخلص من العنصرية (البيض والسود).. ولاحظنا في هذا المونديال أن اللاعب أصبح أكثر سلطة من المدرب وأهم حتى من حديث الساسة وإلا كيف لأوباما أن يقطع اجتماعا مهما حول أفغانستان ليتقبل التهنئة بمرور منتخب بلاده على حساب الجزائر؟!! ولا ننسى ما فعله ساركوزي الذي حاول استغلال صورة منتخب «الديكة» خدمة لحملة انتخابية قبل الأوان وتدخل حتى في الجزئيات الفنية وهنالك في المشهد أيضا «الفيفا» التي بدت لاعبا مهمّا بقوانينها الصارمة الرافضة لتسييس اللعبة الشعبية الأولى في العالم وهي نفسها تمارس نوعا من السياسة من خلال برامجها التربوية والثقافية التي أطلقتها في إفريقيا... فمونديال جنوب إفريقيا مسيّس بالدرجة الأولى».