في ليلة ظلماء حزينة من عام 2007 كان ما كان مما ليس يذكره الياس برينيس ولم يسأل حتى عن ملابسات ذلك الحادث المروري الذي تعرض له طالما انه يدرك ان كل شيء بقضاء حتى وإن لازم ذلك الكرسي المتحرك الذي جعله يكتفي بمشاهدة الاهداف فحسب بعد أن كان بالأمس القريب يبدع في تسجيلها... «الشروق» رصدت متابعة الياس برينيس لمونديال جنوب افريقيا الذي يشاهده للمرة الاولى في حياته وهو على الكرسي المتحرك.. فأكد ما يلي: عشت أول مونديال مع جدّتي... ولا مجال للمقارنة بين مارادونا والبقية تابع الياس أول مونديال في حياته عام 1990 وعن ذلك قال: «كان عمري آنذاك تسع سنوات فحسب وكانت لي جدة استثنائية ترأف بي كثيرا وهو ما جعلني اختار منزلها دون غيره لمتابعة مونديال ايطاليا وأتذكر جيدا مارادونا وكذلك الالماني «ماتياس»... وشخصيا أعشق «مارادونا» واعتقد انه لا مجال لمقارنته بأي لاعب سواء تعلق الامر بالجوهرة السوداء «بيلي» او الارجنتيني «ميسي» او الهولندي «كرويف» فالرجل صنع أمجاد «نابولي» الايطالي ومنتخب بلاده فهو الافضل على الاطلاق من الناحية الفنية بالاضافة الى كونه صاحب شخصية قوية جدا». تغلبت على الكرسي المتحرك والقنوات المشفرة تغلب الياس على كرسيه المتحرك وايضا على كل ما من شأنه ان يحرمه متعة مشاهدة المونديال فقال: «إنها المرة الأولى التي أتابع فيها المونديال وأنا على كرسي متحرك على عكس الدورات السابقة من 1990 والى حدود 2006 فهو المونديال الاول ايضا الذي يغيب فيه عني رفاق دربي وكأنه لم يكن بيننا مودة وصداقة؟!! وقد تغلبت على هذا الكرسي المتحرك وأقصد يوميا المقهى لمشاهدة المقابلات منذ انطلاق المونديال ولن أبالغ اذا قلت إنني شاهدت كل الباريات باستثناء مقابلتين فحسب الى حد الآن... وتغلبت ايضا على الاحتكار الذي اعتمدته بعض القنوات الناقلة لهذه التظاهرة الرياضية العالمية عندما شاهدت بعض المقابلات عبر قنوات أجنبية غير مشفرة ولم أكترث لعالم اللغة لأنني اعتبر كرة القدم لغة كونية... ولا أنكر أنني وجدت في هذا المونديال ملاذا حقيقيا من جحيم الواقع الأليم ولكن بمجرد انتهاء زمن المقابلة اصطدم من جديد بذلك الواقع...» تمنيت لو سجلت هدف «لامبارد» أمام الألمان كان الياس مهاجما متميزا لذلك كان من الطبيعي ان يعشق الأهداف فقال: «شخصيا تمنيت لو أنني كنت صاحب الهدف الذي سجله الانقليزي لامبارد في شباك الالمان والذي ألغاه الحكم... وأبهرني هدف الارجنتيني تيفاز في مرمى المكسيك والامر نفسه بالنسبة لإبداعات بعض المهاجمين الآخرين خاصة الارجنتيني «ايغوين» وزميله «ميليتو» الذي أشجعه ايضا بحكم أنني من عشاق «الانتر» شأنه في ذلك شأن حارس المنتخب البرازيلي «جوليو سيزار» وايضا «مايكون» لأن ثلاثتهم يمثلون «الانتر» وأتعاطف كثيرا مع المدرب «دونغا» وكذلك مع «غانا» التي بحوزتها فريق شاب وموهوب وشجعت بدرجة أقل ايطاليا والكوت ديفوار والكامرون..» أنا ومنتخب الجزائر نشترك في وحدة الصبر بقي المنتخب الجزائري ينتظر في محراب الصبر منذ 1986 قبل ان يعود الى المشاركة في نهائيات مونديال جنوب افريقيا لذلك يرى الياس في هذا المنتخب انعكاسا لوضعه تماما بما انه لازم الكرسي المتحرك منذ 2007 في انتظار الانعتاق فقال: «عندما استمعت لبعضهم يتحدث عن الصبر الذي تجلد به المنتخب الجزائري طيلة السنوات الماضية أدركت جيدا معنى الصبر الذي عادة ما يعقبه الفرج وهو ما أتطلع اليه في ديسمبر القادم إن شاء ا& حسب ما أفادني به الطبيب الفرنسي... وهو قد يجعلني أشاهد مونديال 2014 ماشيا على قدمي مثلما كان في السابق...»