لأن لكل انسان من دهره ما تعوّد فإن عادة عائلة التلمساني ان تعشق كرة القدم الى حد الهوس فعبد المجيد نشأ متعطشا لإرواء الشباك مما دفعه الى تسجيل رقم قياسي في البطولة التونسية (32 هدفا خلال موسم 1958 1959) والذي بقي صامدا في وجه الزمن وعصيا على كل المهاجمين تحطيمه بمن في ذلك ابنه زياد الذي بقدر ما يفاخر بالانجاز التاريخي لوالده بقدر ما يرفض العيش في جلبابه وهو ما دفع التلمساني «الابن» الى نحت مسيرة كروية متميزة محليا بألوان الترجي ودوليا مع المنتخب وفي البطولتين البرتغالية واليابانية وأبى زياد الا ان تكون هذه المسيرة مرفوقة بقدر عال من العلم والمعرفة عندما أحرز على شهادة الهندسة في الاعلامية. «الشروق» واكبت متابعة زياد لمونديال جنوب افريقيا وهو الذي تعوّد ان يشاهد هذه التظاهرة جنبا الى جنب مع والده منذ عام 1974 فأكد ما يلي: أعشق مارادونا فحسب 7 جويلية 1974 لم يكن يوما كغيره من الايام في ذاكرة زياد التلمساني بما أنه شاهد أول نهائي في كأس العالم والذي جمع آنذاك المانيا بهولندا تحدث زياد عن ذلك قائلا: «الحقيقة أنني أتمتع بذاكرة قوية جدا اذ أذكر جيدا تفاصيل ذلك النهائي بالرغم من ان عمري لم يتجاوز آنذاك خمس سنوات وقد كنت محظوظا جدا بما أنني شاهدت ذلك المونديال الذي احتضنته المانيا عبر تلفاز بالألوان وهو ما لم يكن متوفرا بحوزة المواطن التونسي من قبل... مازلت أذكر ذلك الهدف الرائع الذي سجله الهولنديون منذ الدقيقة الاولى عن طريق «نيسكينز» من ضربة جزاء تحصل عليها الجناح المميز للمنتخب الهولندي «يوهان كرويف» بعد 15 لمسة للكرة بين لاعبي هولندا!!! دون ان ينجح الالمان في لمس الكرة... لذلك كانت تعجبني كثيرا الكرة الشاملة التي يطبقها الهولنديون فوق الميدان.. قبل ان يقع بصري على فصول من ابداعات الارجنتيني «مارادونا» الذي اعتبره موهبة كروية استثنائية في تاريخ كرة القدم ومحطة قائمة الذات في عالم الكرة واليوم أدرك جيدا ان «مارادونا» المدرب لا يملك الشيء الكثير في ميدان التدريب غير ما خبره في الملاعب عندما كان لاعبا وأدرك ايضا ان مساعده «بيلاردو» يقف خلف الستار ويدبّر طرق لعب الارجنتين ولكن حضور «مارادونا» له تأثير بالغ الاهمية على نفوس اللاعبين الذين يصرون على التسجيل والابداع من اجل اسعاده... ومع احترامه ل«بيلي» و«ميسي»... فإن «مارادونا» يبقى الافضل على الاطلاق... لذلك لا أنكر أنني أتعاطف معه». «الفيفا» مطالبة بتعديل موعد المونديال تحدث زياد عن المستوى الفني العام لمونديال جنوب افريقيا قائلا: «لاحظنا في هذا المونديال ان عدة فرق لم تكن جاهزة لهذه التظاهرة الرياضية العالمية وفي مقدمتها المنتخب الفرنسي الذي سبق وان أشرت الى انه سينسحب بمجرد انتهاء مقابلة منتخبنا الوطني التونسي، أمام رفاق «ريبيري» في تونس والامر نفسه بالنسبة للمنتخب الايطالي وكذلك الانقليزي اذ لم نعهد ذلك المستوى المتواضع الذي قدّمه اللاعب الانقليزي «روني» أو ما قدّمه «ريبيري» وحتى «ميسي» لم يقدم الشيء الكثير... وقد يعود ذلك الى الارهاق الذي أصاب لاعبي القارة العجوز بعد ماراطون المقابلات التي خاضتها الأندية الأوروبية طيلة الموسم لذلك أعتقد شخصيا انه حان الوقت لتراجع «الفيفا» مسألة موعد كأس العالم كأن يقع تنظيمه مثلا في شهر جانفي بدل فصل الصيف». مسعود أوزيل الموهبة المصاعدة تحدث زياد عن بعض اللاعبين الذين برزوا في مونديال جنوب افريقيا فقال: «شخصيا نال اعجابي اللاعب الالماني مسعود أوزيل الذي اعتبره مشروع لاعب متميز هذا بالاضافة الى الظهير الايسر للمنتخب البرتغالي «كونتراو« وكنا ننتظر ايضا مردودا افضل من ذلك الذي قدمه الارجنتيني «دي ماريا» الذي اكتشفناه منذ الالعاب الأولمبية عام 2008 بالصين». حزن على البرازيل وتعاطف خاص مع البرتغال شاءت الاقدار ان تنسحب البرازيل ومعها برازيل أوروبا (البرتغال) وهو ما خلّف المرارة في عائلة التلمساني فالأب عاشق ل«الصامبا» أما الابن فيعجبه ايضا أداء البرازيل لكنه يتعاطف كثيرا مع منتخب البرتغال بحكم صداقاته المتينة مع عدة شخصيات رياضية برتغالية منذ ان كان ناشطا في البطولة البرتغالية تحدث زياد عن ذلك قائلا: «لقد حزّ في نفسي كثيرا مغادرة البرتغال لكأس العالم ولكن اعتقد ان ذلك المنتخب فضل اللعب على المضمون وخير الدفاع على الهجوم أمام اسبانيا فكانت الهزيمة مع العلم ان مدرب المنتخب البرتغالي يعتبر أحد أفضل أصدقائي ولا أنكر أننا كنا على اتصال طيلة الفترة الماضية من المونديال وكنا نتحدث حتى عن الجوانب الفنية المتعلقة بالبرتغال...» سأتحول الى جنوب افريقيا لمشاهدة الدور النهائي يعتبر زياد المونديال حدثا كرويا استثنائيا لذلك قرر ان يحضر الدور النهائي على عين المكان يوم 11 جويلية الجاري لأنه يدرك ان حضور مقابلة النهائي يكتسي رونقا آخر تحدث زياد عن ذلك قائلا: «سبق وأن حضرت عدة مقابلات في الادوار النهائية لكأس العالم وأصر هذه المرة كذلك على الحضور».