كلّ شيء تغيّر في الفوتبول واخترقته قِيَمُ العصر وأثّرت فيه التكنولوجيا الحديثة. إلاّ التحكيم! فقد ظلّ قريبًا من براءته الأولى، على أساس أنّه اعتباري، مشروط بالاجتهاد، قائم على مبدإ إن الخطأ إنسانيّ، وأنّه جزء من اللعبة!! دفاع لا يمكن أن يصمد طبعًا أمام الأخطاء التحكيميّة الفادحة، وخاصّة أمام تداعياتها «غير المقبولة» سياسيًّا، التي بات من غير الممكن تجنّبُها بعد انتشار عيون الكاميرات في «تفاصيل» الملاعب حيث يسكن «الشيطان»!! لذلك ألمح السيّد ساب بلاتير وقبل نهاية مونديال 2010 إلى أنّ منظومة التحكيم قد تتغيّر قبل المونديال القادم! تاركًا للتخمينات أن تذهب في كلّ اتّجاه، بما في ذلك الاستعانة بالتكنولوجيا أي بالفيديو! السؤال هنا، وهو موجّه إلى حكماء الزمان، الذين ما انفكّوا يردّدون على مسامعنا أنّ كرة القدم أصبحت المرآة العاكسة لمجتمعاتنا الحديثة! هل يمكن للفيفا أن تقدّم داخل الملاعب نموذجًا لما ينبغي أن يتمّ خارجها، وأن تخاطر فعلاً بإصلاح حقيقيّ يغلق الباب أمام التلاعب بالمكاييل والموازين، ويقطع على الحكَم إمكانيّة الرقص على حبال الشكّ واليقين؟