انقضى الشطر الأول من حكاية المونديال المثيرة ورغم ذلك لم يرتق الشغف الى أقصى درجاته ولم نشعر بتلك الحماسة والمتعة ولا ندري هل حصلت لنا تخمة من لعبة نعيش على وقعها طوال حياتنا أم أن المونديال الافريقي كتب عليه أن يكون باهتا لأنه «فرض» على قارة ليست الكرة أقصى اهتماماتها أمام كثرة المشاكل البشرية والطبيعية. ملاحظات عديدة يمكن أن تطالعنا في هذا الدور حاولنا تلخيصها في النقاط التالية: المستوى الفني عموما ظل باهتا ولم نشاهد تلك الموعودة لتطال الاتهامات رئيس الاتحاد الأوروبي، بلاتير بعد موسم شاق للاعبين في أوروبا. سقط الكبار من عليائهم في هذا المونديال وخضعوا لمشيئة «الصغار» الثائرين فدفع البطل ووصيفه أغلى فاتورة في ما سال العرق البارد للاسبان والانقليز والألمان، مقابل صحوة سابقة لبعض المغمورين كسلوفاكيا والشيلي والدليل أن 11 منتخبا من المنتخبات المتأهلة لثمن النهائي لم يسبق لها الفوز بالمونديال. خيبة أمل كبرى لافريقيا التي عقدت الأمل على 6 فرسان من صفوة السمراء، لكن بقي أقلهم ترشيحا وأقلهم تجربة وهو المنتخب الغاني. في ما انسحب أصحاب الضيافة منذ الدور الأول وهي سابقة في تاريخ المونديال ليبقى الأمل معلقا على النجوم السوداء لاضاءة ليل إفريقيا المظلم بعد أن خانها أبناؤها.. الخارطة العالمية لكرة القدم مقبلة على تغيير جذري ليتفوق التلميذ على الأستاذ، هاهي أمريكا تكتسح ثمن النهائي بسبعة منتخبات في حين دخلت السباق بثمانية منتخبات ولم تنسحب إلا الهوندوراس قليلة الخبرة. أما أوروبا فتعيش أزمة كبرى وتحضر فقط بخمسة منتخبات وهي التي انطلقت ب14 منتخبا لتسقط بالضربة القاضية أمام من علمتهم الكرة في وقت سابق والحصيلة مرشحة للارتفاع فهناك أربعة منتخبات أوروبية ستتواجه في مبارتين ضمن ثمن النهائي. نكسة أخرى للعرب بخروج الممثل الوحيد. «الجزائر» ولا ندري لماذا يتواصل الحديث الى الآن عند انسحاب مشرّف للخضر؟ مونديال أخطاء حرّاس المرمى بامتياز، فهناك من تسبب بخروج مباشر لمنتخب بلاده مثل فوزي الشاوشي وهناك من لم تكن أخطاؤه مؤثرة مثل كاسياس وروبريت غرين وكينغستون وهناك من لم يترك لنا مجالا لتقييم أخطائه مثل حارس أستراليا شواتزر وحارس كوريا الشمالية أمام غزارةالأهداف التي قبلاها. هنا وجهت أصابع الاتهام إلى جابولاني وفي بعض الأحيان الىالفوفوزيلا وهي من النقاط السوداء لهذا المونديال. أخطاء الحكام كانت كارثية في بعض الأحيان، أبرزها ما فعله الحكم الفرنسي ستيفان لانوي في مباراة البرازيل والكوت ديفوار عندما احتسب هدف فابيانو الذي لمس الكرة مرتين بيده قبل التسجيل. أخطاء لانوي هي امتداد لوضع فرنسي فظيع في هذا المونديال. مشاكل سوء التنظيم أطلت برأسها كما كان متوقعا رغم الجهد الجهيد من الأفارقة لانجاح الحدث من مشاهد السرقة والتدافع أمام الملاعب وتداخل أوقات التمارين..