مركز الدراسات الإسلامية بالقيروان 2009 في الكتاب مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة وجملة من الفهارس كفهرس الآيات القرآنية وفهرس الأحاديث النبوية وفهرس الأعلام وفهرس الموضوعات وقائمة بالمصادر والمراجع. المقدمة تطرقت كما يذكر الباحث إلى تحديد سياقات البحث ومنهج إنجازه وقد ورد في مستهلها أن «مدرسة القيروان الفقهية ليست مجموعة معطيات جاهزة أو متجانسة في مادتها العلمية ومساراتها المنهجية، بحيث تحتاج فقط إلى التصنيف والتنضيد بل هي مؤسسة علمية غزيرة المادة، شديدة التنوع، عميقة الأبعاد...» وأبرزت المقدمة مدارات الدراسة الثلاثة ثم قدمت ملامح المنهج المتبع حين ذكرت في موضع لاحق منها».. إن ترهين المسار التأسيسي والإبداعي للمنجز الفقهي الإسلامي بتجربته الذهنية والروحية والحضارية هو عبارة عن مقاربة منهجية التشكل والتطور للمدرسة الفقهية الإسلامية بالقيروان مع السعي إلى إعادة ترسيم منهجها في منوال جامع لما تفرق من موادها العلمية بمنهج يقوم على التحقيق في مواردها ومنابعها التأسيسية وغايات تهدف إلى تقريب الجهود العلمية لأعلام فقهائها ومعلميها على امتداد فترة زمنية تفوق أربعة قرون من نهضتها إلى نكبتها في أواسط القرن الخامس الهجري..». الباب الأول من الكتاب اهتم ب«مدرسة القيروان الفقهية بنشأتها وتطورها، ومصادرها العلمية فتحدث فصله الأول عن الحياة التشريعية بالقيروان قبل ظهور المدرسة الفقهية وتطرق الفصل الثاني إلى ما أسماه الباحث «الرحلة في طلب العلم والأخذ على أيمة المذاهب وتلامذتهم وإلى ظهور المذاهب الاجتهادية في مدرسة القيروان الفقهية وتتلمذ فقهاء القيروان في حلقات المذاهب الفقهية أما الفصل الثالث في هذا الباب فقد بحث في تأثر المدرسة القيروانية بالمذاهب الفقهية كالمذهب الحنفي والمالكي والشافعي وغيرها. الباب الثاني تعرض إلى الحراك العلمي من خلال علاقات الاتصال والانفصال بين المذاهب الفكرية بالقيروان «فخاض فصله الأول في تطور المدرسة الفقهية بالقيروان وسيطرة المذهبين المالكي والحنفي بها واهتم الفصل الثاني بمسألتي «التآلف والصراع بين المذاهب في المدرسة القيروانية أما الفصل الثالث فقد بحث في النوازل والفتاوى الفقهية في المدرسة القيروانية. الباب الثالث يبين «الثمرات العلمية والفكرية والإدارية لمدرسة القيروان الفقهية» وقد عرج الفصل الأول منه على الفقهاء ومؤلفاتهم العلمية في مدرسة القيروان الفقهية واستطلع الفصل الثاني «الصلات العلمية بين فقهاء القيروان وفقهاء الأمصار الإسلامية والصلة العلمية بين المدرسة المصرية والمدرسة القيروانية في الفقه المالكي والصلة العلمية بين القيروان والأندلس أما الفصل الثالث فقد كرسه الباحث لمسائل تتصل بالقضاء الإسلامي في مدرسة القيروان الفقهية وبارتباط قضاة القيروان بمرجعية التأهيل الشرعي الإسلامي وبقضاة القيروان ومبلغهم من فقه التشريع وعلم القضاء وبالقضاء بالقيروان وعلاقته بالسلطة الحاكمة وبالقضاء وأثره في الحياة الاجتماعية بالقيروان... وحوصلت خاتمة الكتاب النتائج التي انتهى إليها البحث.