يبدأ الباحث كتابه بجدول يستعرض الامراء الذين تداولوا على الدولة الاغلبية من 184 ه من ابراهيم الاول الى زيادة الله الثالث ثم يأتي بعده جدول آخر يمثل تسلسل نسب الاغالبة فمقدمة يقول فيها الباحث بالخصوص: «تندرج دراستي هذه ضمن البحث عن التراث الافريقي الاصيل، اقتصرت فيها على عهد بني الاغلب (184 296 ه) يوم أصبحت القيروان أول عاصمة لدولة مستقلة عن الامبراطورية العباسية في بغداد»... وفي موضع آخر من هذه المقدمة يقول الباحث: «... يقتصر هذا العمل على أهم القضايا الكلامية والفكرية التي كانت تتسم بها الحياة العقلية في القيروان في عهد بني الاغلب وما كان لها من تأثير بالغ في إثراء الثقافة وازدهار العلوم بافريقية وما طبعت به حياة المجتمع الاغلبي من جميع نواحي حياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية»... أما الكتاب في حد ذاته فقد تضمن بالاضافة الى المقدمة ثلاثة أبواب وخاتمة عامة وجملة من الفهارس كفهرس الآيات القرآنية والاحاديث وفهرس المدن والاماكن والبلدان وفهرس الفرق والملل والنحل وفهرس الاعلام والشخصيات وفهرس المصادر والمراجع... الباب الاول تحدث في فصله الاول عن تأسيس القيروان وعن القيروان في عهد بني أمية والقيروان في عهد بني العباس ثم استعرض في الفصل الثاني مراحل انتشار الاسلام بافريقية وعددها في ثلاث ثم قدم قائمة في ولاة افريقية وحكامها في العهدين الاموي والعباسي من سنة 670 ميلاديا الى سنة 800 ميلاديا وقد أخذها الباحث عن «رياض النفوس» للمالكي الذي نشره حسين مؤنس طبعة القاهرة سنة 1951. الباب الثاني من الكتاب اهتم فيه الباحث بقيام الدولة الاغلبية في القيروان وقد تحدث التمهيد الذي تصدر الباب عن أهم العوامل المباشرة التي وقفت وراء قيام الدولة الاغلبية وتحدث الباب بعد ذلك عن أبرز ملامح الحياة السياسية في عهد الاغالبة وكذلك الحياة الاقتصادية والاجتماعية والحياة الدينية والثقافية. الباب الثالث اهتم بما أسماه الباحث «علم الكلام في افريقية في عهد بني الاغلب» فتحدث فصله الاول عن علم الكلام في المشرق وعن نشأته وأصوله ثم تطرق في التمهيد الى البيئة الاسلامية في فجر الاسلام واستعرض أهم الفرق الاسلامية كالخوارج والشيعة والمرجئة والمعتزلة أما الفصل الثاني في هذا الباب فقد أبرز فيه الباحث ملامح الحياة الكلامية بالقيروان وقد تحدث تمهيده عن افريقية بما هي نسخة من المشرق واستعرض أهم القضايا الكلامية بالقيروان كخلق القرآن والجبر والاختيار ومسائل أخرى ومسألة الايمان ثم تساءل الفصل الثالث من هذا الباب عما هل في القرآن علم كلام؟ وانتهى الفصل بما أسماه الباحث «الرد على المنكرين».