قال الممثل والمخرج المسرحي توفيق الجبالي أن بطاقة الاحتراف الفني المعمول بها حاليا في تونس سواء في المهن الدرامية أو المهن الموسيقية هي بدعة، ولا وجود لها في أي بلد من العالم وتساءل ما اذا كان النجم الأمريكي براد بيت مثلا له بطاقة احتراف. وجاء كلام الجبالي كرد على التحركات القائمة ضده منذ أيام على اثر البيان الذي أصدرته مجموعة «التياترو» حول رفض الجائزة التي منحت له في ليلة المسرح التونسي، اذ نظمت ادارة التياترو يوم الاربعاء الماضي 30 جوان 2010، لقاء اعلاميا وجد فيه توفيق الجبالي فرصة لتوضيح الخلاف بينه وبين الدكتور محمد المديوني مدير تظاهرة ليالي المسرح التونسي كما تحدث عن «الحملة» ضده سواء من طلبة المعهد العالي للفن المسرحي أو أعضاء نقابة المهن الدرامية التابع للاتحاد العام التونسي للشغل. لقاء عادي وأوضحت السيدة زينب فرحات مديرة مسرح التياترو قبل اثارة موضوع الخلاف بين الجبالي والمديوني أن اللقاء في الحقيقة هو لقاء دوري ينظمه التياترو في نهاية كل موسم لنشاطه المسرحي والثقافي وأشارت الى برنامج عروض أعمال «التياترو ستوديو» الذي انطلق أمس الخميس 01 جويلية 2010 ولم ينف الجبالي الذي كان حاضرا خلال اللقاء وجود «تعلة» أخرى وراء تنظيم اللقاء مشيرا الى «الحملة» الجارية ضده منذ أيام واصفا اياها ب «البوغاز» الذي انفتح عليه. وقال إنه فوجئ منذ يومين بحديث عن «جبهات» متسائلا ما اذا كانت هناك حرب تستوجب مثل هذه التحركات والمصطلحات وعاد الجبالي في حديثه الى أصل الخلاف بينه وبين الدكتور محمد المديوني الذي تطور في ما بعد الى عرائض وتحركات ضده وضد مسرح التياترو. وقال إن الخلاف كان عن سحب الجائزة من أحد التقنيين العاملين بمسرح التياترو بتعلة أنه هاو اضافة الى عدم ادراج أعمال التياترو في «كاتالوغ» تظاهرة ليالي المسرح التونسي وأكد أن من حقه ابداء رأيه في نتائج اللجنة ولو بالسلب كما منح حقه في الاعتراض أو ارجاع الجائزة التي حصل عليها التياترو وقال إن ما جاء في البيان الذي أصدره التياترو لا يستوجب مثل هذا الرد العنيف الذي قام به المديوني مشيرا الى أن هذا الاخير كان طرفا في أنشطة التياترو أيام كان مديرا في المعهد العالي للفن المسرحي. جليلة بكار ليست لديها بطاقة احتراف وانتقد الجبالي في حديثه جل المبررات التي قدمها الدكتور محمد المديوني في العريضة التي نشرها ضده في جريدة «الشروق» مشيرا الى نظام الدعم وتحديدا في ما يتعلق بعدد المحترفين في العمل المسرحي القابل للدعم وهو الثلثين وتساءل عن شروط الاحتراف ومقاييس منح بطاقة الاحتراف، وما اذا كان كل الحاملين لبطاقة احتراف هم محترفون. ويرى الجبالي أن بطاقة الاحتراف في حد ذاتها بدعة ولا وجود لها في أي بلد من العالم وتساءل ما اذا كان براد بيت مثلا له بطاقة احتراف أو جليلة بكار... ويبقى الاحتراف في نظر الجبالي من مهام ومسؤوليات المؤسسات الاحترافية فهي في نظره القادرة على تنظيم المهنة والقطاع. بوغاز وعن تحركات طلبة المعهد العالي للفن المسرحي وأعضاء نقابة المهن الدرامية ضده وضد مسرح التياترو، تساءل الجبالي عما اذا كان مسرح التياترو هو المؤسسة المسرحية الوحيدة في تونس، المخالفة للقانون كما تساءل عن نشاط ال 150 شركة مسرحية خاصة، وعن صفات ووظائف أعضاء نقابة المهن الدرامية مشيرا الى عمل أغلبهم اما في التدريس، أو في مؤسسات أخرى حتى أن هناك من يمتلك «بيتزاريا» وله بطاقة احتراف. ويرى الجبالي عموما أن الحكاية مغلوطة من الأساس سواء في ما يتعلق ببطاقة الاحتراف أو قانون الدعم أو طرق التكوين والتدريس في المعاهد المسرحية كما يرى أن من حقه نقد كل هذه المواضيع، والا كيف يمكن تطوير الحركة المسرحية والثقافية عموما في نظره ويدعو الجبالي في خطوة أولى الى إلغاء بطاقة الاحتراف والرفع من مستوى النقاش بين أهل المهنة ويقول انه حتى وان أخطأ في نقد أي كان فالمسألة لا تستدعي كل هذا التواطؤ و«التجريح» ويذكر أن ممثلا من الجيل الجديد قال له «بابورك زمر يا سي توفيق»، فرد عليه «رجعولي الصرف على الاقل».