13 ألف دولار.. ذلك هو المبلغ الذي دفعه أحدهم، أثناء مزاد علنيّ في نيوزيلندا، مقابل خصلة شعر!! قد يقول قائل: لعلّها «شعرة سيّدنا عليّ»، تلك التي أصبح الوجدان العامّ يتحسّر على «نُدْرَتِها» هذه الأيّام! وقد يقول آخر: لعلّها «شعرة مُعاوية»، تلك التي وردت في قوله «لو أنّ بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت»! وقد يقول ثالث: لعلّها «الشعرة التي قصمت ظهر البعير» (وأصلها القشّة)، وهي عبارة تشير إلى أنّ للكائن قدرة على التحمّل قد ينفجر بعدها لأتفه الأسباب! كلاّ! لم تُدفع هذه الآلاف ثمنًا لشعرة من هذه، بل دُفِعت ثمنًا لخصلة من شعر نابليون، الإمبراطور المخلوع الذي توفّي في منفاه بجزيرة سانتا هيلانة! لا أدري إن كان الفائز بالمزاد قد أُحيطَ علمًا بارتفاع نسبة الزرنيخ في شَعْر الإمبراطور، ممّا يؤكّد أنّه مات مسمومًا!! وأيّا كان الأمر فإنّ الخبر قد يشجّع هواة جمع الطوابع البريديّة على تغيير هوايتهم، وجمع خصلات الشعر، فمن يدري؟ لعلّ غدًا يأتيهم بثروة من حيث لا ينتظرون!! في انتظار ذلك سنظلّ تحت سماء مكلومة وعلى أرض مهمومة وأمام بشريّة محرومة.. بينما يُهدَر مبلغ 13 ألف دولار من أجل خصلة شعر مسمومة!!