تختتم اليوم الأربعاء منافسات المربع الذهبي لبطولة كأس العالم المقامة حاليا في جنوب إفريقيا 2010، بإقامة مباراة مرتقبة تنتظرها جماهير القارة الأوربية بصفة خاصة -والعالمية بصفة عامة- عندما تصطدم الماكينات الألمانية بالماتادور الإسباني، في لقاء غاية في الأهمية والإثارة من جانب الفريقين. يلتقي المنتخبان اليوم على ملعب "موزيس مابيدا" بمدينة ديربان، في الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم 2010 المقامة حاليا في جنوب إفريقيا، لتكون المباراة بينهما تكرارا للمواجهة بينهما قبل عامين في نهائي كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2008). وسادت حال من الثقة والتفاؤل على الجهاز الفني لكلا الفريقين؛ الألماني يواكيم لوف -المدير الفني للماكينات- والإسباني فيسنتي دل بوسكي -المدير الفني للماتادور- ورفع كل منهما راية التحدي للآخر، وأعلنا جاهزيتهما للمباراة المهمة والمرتقبة، وأنهما قادران على التأهل للمباراة النهائية. واصل لوف ثقته في المهاجم ميروسلاف كلوزه على مدار الفترة الماضية، على رغم أنه لم يلعب إلا القليل في مباريات فريقه بايرن ميونيخ الألماني على مدار الموسم الماضي. كما دفع دل بوسكي بمهاجمه فيرناندو توريس في التشكيل الأساسي للفريق، على مدار آخر أربع مباريات خاضها الفريق في المونديال الحالي، على رغم أن توريس سجل هدفا وحيدا للفريق على مدار العامين الماضيين، وبالتحديد منذ سجل هدف الفوز 1/صفر في نهائي يورو 2008. ففي المنتخب الألماني، تعد لياقة كاكاو -المولود في البرازيل- هي مصدر القلق الرئيسي لدى لوف، بينما يسير زميله في شتوتجارت سامي خضيرة بشكل جيد في طريقه لاستعادة عافيته من الإصابة في الفخذ، التي تعرض لها أمام الأرجنتين. وقال لوف: يبدو الوضع في هذه اللحظة أن جميع اللاعبين سيكونون جاهزين باستثناء كاكاو، الذي عانى من إصابات طفيفة في تدريبات أمس الأول، علينا أن ننتظر لنرى إذا ما كان جاهزا للمشاركة. وبرغم موجة التفاؤل، يشعر لوف بأن إسبانيا ما زالت يجب اعتبارها المرشحة الأولى بسبب إنجازاتهم في الفوز بلقب كأس الأمم الأوروبية وتخطيهم تصفيات كأس العالم عبر تحقيق الفوز في جميع المباريات. وأشار "إنهم في منتهى الثبات في العامين أو الثلاثة الأخيرة، وفازوا في جميع المباريات المهمة، نادرا ما يرتكبون أخطاء في الدفاع أو الهجوم". ولكن لوف يعتقد أن ألمانيا نضجت بشكل قوي منذ الهزيمة أمام إسبانيا في آرنست هابل قبل عامين في نهائي يورو 2008. وأوضح "لقد قضينا أعواما في تطوير لاعبينا، كان ذلك جزءا مهما من خطتنا، التي تعتمد على السيطرة على المباراة، عن طريق قدرتنا على اللعب". على الجانب الآخر، يحلم المنتخب الإسباني بالتغلب على نظيره الألماني للتأهل إلى المباراة النهائية بالمونديال للمرة الأولى في تاريخه، ويطمح الفريق أيضًا في الفوز باللقب العالمي، ليضيفه إلى اللقب الأوروبي الذي أحرزه قبل عامين، بالتغلب على المنتخب الألماني 1/صفر في نهائي يورو 2008. سيكون المدرب فيسنتي دل بوسكي -المدير الفني للمنتخب الإسباني- مطالبا بتحديد موقف مهاجمه فيرناندو توريس -نجم ليفربول الإنجليزي- سواء بالإبقاء عليه ضمن التشكيل الأساسي ليقود الهجوم إلى جوار ديفيد فيا، أم يعتمد على فيا بمفرده في الهجوم. تولى دل بوسكي تدريب المنتخب الإسباني خلفا لمواطنه لويس أراجونيس، بعد فوز أراجونيس مع الفريق بلقب يورو 2008، ولم يلجأ دل بوسكي إلى إجراء تغييرات عديدة على هيكل الفريق؛ حيث حافظ على المجموعة نفسها من اللاعبين مع تطعيمها تدريجيا بعناصر جديدة. يذكر أن الذكريات الحزينة لنهائي أوروبا -التي أقيمت بالعاصمة النمساوية فيينا في ال29 من جوان 2008- ما زالت عالقة في ذهن لوف، خاصة وأنها كانت مباراة من طرف واحد، لا تعبر عنها النتيجة التي حسمها المنتخب الإسباني بهدف وحيد سجله فيرناندو توريس.