قيل الكثير عن موهبته الكروية الفذّة فهو صاحب السرعة الفائقة والانطلاقات المباغتة التي ارهقت المدافعين وحراس المرمى وحتى المدربين لأنه أجبرهم في أكثر من مناسبة على تغيير خططهم للحدّ من خطورته أما ألقابه فهي كثيرة منها «السبعة الحيّة» في إشارة صارخة الى أحد أفضل الأجنحة الذين تقمصوا الرقم (7) في تونس، بالاضافة الى لقب «السهم السريع»... تميم الحزامي لم يكن باللاعب العادي لذلك لاحقته النجومية وطاردته بدلا من ان يبحث عنها. بدأ تميم السلم الكروي في صلب «الهمهاما» وتألق بشكل رائع خلال موسم 1969 1970 عندما سجل 7 أهداف قبل ان يطاوع طموحاته الجامحة ويلتحق بالترجي حيث بدأت فصول ابداعاته ففاز بلقب هدّاف الأحمر والأصفر في مناسبتين برصيد 10 أهداف خلال موسم 1972 1973 و12 هدفا خلال موسم 1975 1976 فساهم في تتويج فريقه بعدة ألقاب.. أما مع المنتخب الوطني فقد نال شرف المساهمة في ملحمة الارجنتين عام 1978 ووقع اختياره ضمن أفضل 34 لاعبا خلال الدور الاول في مونديال الارجنتين آنذاك... وكان تميم ايضا على موعد مع المجد عندما تقمص ازياء مرسيليا وكذلك خاض تجربة احترافية مع فريق اتحاد جدّة.. «الشروق» تحدثت الى تميم الحزامي عن المنتخب الوطني والترجي و«الاحتراف».. وغيرها من المواضيع فكان الحوار التالي: ٭ البداية لا يمكن ان تكون الا بسؤال عن تعيين المدرب بارتران مارشان على رأس المنتخب الوطني، ما حكمك بشأن هذا الاختيار؟ مارشان سبق له ان درب النادي الافريقي وحقق لقب رابطة الأبطال الافريقية مع فريق النجم الرياضي الساحلي وذلك لا يعني انه بامكانه النجاح مع المنتخب الوطني التونسي لأن تدريب المنتخبات عادة ما يختلف عن تدريب الفرق فتدريب المنتخب يتطلب مواصفات خاصة... ومع ذلك قد ينجح مارشان... وأعتقد شخصيا ان منتخبنا الوطني ليس في حاجة الى خدمات مدرب بعينه بقدر حاجته الى لاعبين حقيقيين لأننا وللأسف الشديد لا نملك اللاعب القادر على المشاركة في التظاهرات الكروية الكبيرة وإن أكبر دليل على كلامي هذا، تمثل في احتجاب منتخبنا الوطني عن كأس العالم بجنوب افريقيا... ٭ لكن ألم يكن بالامكان الالتجاء الى مدرب تونسي بدل المدرب الأجنبي؟ إنها مسألة عقلية فحسب، فأنا شخصيا لا أؤمن سوى بالكفاءة ولا تهم جنسية المدرب ولكن كما قلت إننا في حاجة الى المواهب الكروية فحسب فحتى لو كان للمنتخب الوطني أفضل مدرب في العالم فإنه ما كان بإمكانه ان يحول دون تلك «الخيبة».. ٭ هل تعتقد أن السياسة الجديدة للمكتب الجامعي من خلال هذا التوجه الواضح نحو تعيين قدماء اللاعبين في صلب جامعة كرة القدم على غرار نجيب غميض مؤخرا (في خطة المدير الرياضي) من شأنه ان يخدم الكرة التونسية؟ الالتجاء الى قدماء اللاعبين ورموز الكرة التونسية واستشارتهم في ما يتعلق بمختلف الأمور الفنية نقطة قد تحسب للمكتب الجامعي الجديد... لكنني أعتقد وللاسف الشديد ان المهام التي تم منحها لقدماء اللاعبين ستكون شكلية فحسب فهي في الظاهر أدوار فاعلة ولكنها في الحقيقة عكس ذلك تماما... لأن المكتب الجامعي مسيّر اي يسيّره بعضهم.. ٭ المدرب الجديد للفريق الوطني قد يتخذ خطوة مفاجئة عندما يقدم على تجنيس بعض العناصر الأجنبية فما تعليقك على ذلك؟ طبعا ستكون هفوة فادحة إذا أقدم على مثل هذا الأمر وإن تجارب التجنيس المريرة في صلب المنتخب الوطني في السابق مازالت تطل علينا بفشلها الى حدّ اليوم. ٭ وما حكمك على استعادة خدمات اللاعب فهيد بن خلف الله بعد غيابه عن «كان» أنغولا؟ بعيدا عن كل أشكال العاطفة أعتقد ان هذا اللاعب يملك خصالا فنية محترمة وبإمكانه تقديم الاضافة في صفوف المنتخب الوطني. ٭ نأتي الى الترجي فريقك السابق، كيف تقيّم مسألة تعاقده مع الثنائي وليد الهيشري، وبرهان غنام استعدادا لخوض رابطة الأبطال الافريقية؟ أعتقد وبدون مجاملة ان الترجي أصبح الفريق الأقوى على الإطلاق على المستوى المحلي اذ لاحظنا تكاملا واضحا وجليا على مستوى خطوطه الثلاثة.. ٭ هل نفهم من كلامك ان مهمة الترجي في مسابقة رابطة الابطال الافريقية ستكون في المتناول؟ مهمة الترجي في المسابقة الافريقية ستكون صعبة الى حدّ ما ولكنها ليست مستحيلة طالما ان الفريق بحوزته زادا بشريا ثريا ومحترما. ٭ بصفتك جناحا سابقا، ما حكمك على مردود اللاعب وجدي بوعزي؟ بوعزّي بصدد تقديم مردود غزير ويتمتع بعنصر السرعة وبالنسبة لقيامه ببعض الحركات غير الموظفة احيانا فأعتقد انه بامكانه تجاوزها بالقليل من التوجيه والمثابرة.. ٭ بما أننا نتحدث عن خطة الجناح فقد اعترف الجناح السابق للمنتخب الوطني والافريقي الطاهر الشايبي انك الوحيد الذي خلفته على مستوى هذه الخطة. فما رأيك؟ شهادة الشايبي أفتخر بها... والمهم في ذلك ان يطيل الله في أنفاسه وأن يمنحه موفور الصحة.. ٭ لا حديث في صفوف الترجي خلال الموسم الماضي الا عن الثنائي الدراجي والمساكني، فما حكمك عليهما؟ هذا الثنائي يتمتع بمخزون كروي محترم لكن وبكل صراحة انصح اللاعبين بالتحول الى خارج البلاد للاحتراف والارتقاء بمستواهما الفني لأن مردودهما لن يتطوّر طالما انهما ينشطان في البطولة التونسية وسيعوّلان عند مغادرتهما على مخزونهما الكروي وكذلك صغر سنهما.. ٭ تحدث عن «الاحتراف» فما حكمك على ما وصلته الكرة التونسية منذ ان طبقت قواعده منذ قرابة 15 عاما؟ ليس لدينا «احتراف»... إنه من المضحك جدا ان ننطق بكلمة «احتراف» عند الحديث عن كرة القدم التونسية. ٭ سبق لك لاحتراف في صفوف مرسيليا الفرنسي وتحتفظ الذاكرة الرياضية بتلك الايام التي تغنت فيها جماهير «الفيلدروم» باسمك، فماذا كان شعورك عندما توّج الفريق ببطولة فرنسا خلال هذا الموسم؟ لعبت لفائدة مرسيليا وأتعاطف بصفة طبيعية مع هذا الفريق خاصة وأن اللقب غاب عن خزائنه منذ 18 عاما ولكن مرسيليا يبقى من الفرق العريقة ويكفي انه الفريق الفرنسي الوحيد الذي توّج بلقب رابطة الأبطال الاوروبية عام 1993 ويتمتع بقاعدة جماهيرية عريضة. ٭ نترك لك كلمة الختام... فماذا تقول؟ أتمنى ان يتجاوز منتخبنا الوطني مخلفات خيبة المونديال الى الأبد وأظن انه في حاجة الى الكثير من العمل في الأيام القادمة ولكن أخشى ان يتم تغليب المصالح الشخصية الضيقة على مصلحة الكرة التونسية وبالنسبة للإدارة الفنية فأعتقد ان الأشخاص الذين يعملون في صلبها يعتقدون انهم عارفون بكرة القدم في الوقت الذي ليست لهم دراية بهذا الميدان... وأتمنى من كل قلبي ان يظفر الترجي برابطة الأبطال الافريقية حتى يسعد جماهيره..