يثير تنظيم تجارة النفط الخام والمكرر العراقية مع إيران قلقاً لدى المسؤولين الأمريكيين في ظل ما يقال إنه تهريب للنفط العراقي عبر جبال كردستان العراق تصل قيمته إلى مئات الملايين من الدولارات سنويا، مما يشكل هوة كبيرة في الاستراتيجية الأمريكية التي فرضت عقوبات جديدة أحادية الجانب على إيران. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنه حتى إذا فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات جديدة على إيران، فإن عمليات التهريب تضعف من تأثير العقوبات الأمريكية. وقالت الصحيفة إنه يوما بعد يوم وبلا موافقة سلطات بغداد، تعبر أكثر من ألف شاحنة إلى إيران من خلال قرية بنجوين الواقعة على الحدود العراقية الإيرانية وهي لا تضعف من العقوبات الأمريكية الأخيرة فحسب بل تزيد أيضا من التوتر مع الحكومة العراقية بشأن طريقة تقسيم العائدات النفطية في البلاد. «مخاوف» أمريكية!! ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي كبير في شمال العراق قوله إن نطاق تنظيم هذه التجارة أثار مخاوف بين المسؤولين الأمريكيين في العراق الذين يخشون أن تفسد تلك الحصيلة من عائدات السياسيين العراقيين وتفيد الحكومة الإيرانية حتى إذا وافقت الولاياتالمتحدة على عقوبات أحادية جديدة على طهران وفرض جزاءات ضد الكيانات الأجنبية التي تبيع منتجات نفطية مكررة إلى إيران. وقال مسؤول حكومي كردي بارز إن عائدات هذه التجارة «الضخمة» تذهب إلى حزبين حاكمين كبيرين في المنطقة وشركات تابعة لهما وأن هناك مسؤولين وسياسيين في بغداد ضالعون في ذلك أيضا. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تحالفا قويا يربط الأكراد بالولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة، وأنه خلال الحرب التي شنتها الولاياتالمتحدة على العراق في جانفي 1991، فرضت القوات الأمريكية الأطلسية منطقة حظر طيران فوق شمالي العراق بغرض معلن يتمثل في ما أسموه حماية الأكراد من نظام الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين ومساعدتهم على بناء حكم ذاتي كامل لهم. سهلة النفاد وأوضحت الصحيفة أن تهريب النفط والبضائع والسلع الأخرى عبر حدود العراق سهلة النفاد مشيرة الى أنه ازدهر في التسعينات من القرن الماضي عندما كان العراق يخضع لعقوبات دولية لكن الطبيعة شبه الرسمية للتجارة حاليا ركزت على كيفية تحكم المصالح التجارية في السياسات المشوشة في العراق والمنطقة، على حد تعبير الصحيفة ذاتها. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أكراد قولهم إن تدفق الشحنات الى ايران استمر دون توقف خلال حملة عسكرية ايرانية في الشهر الماضي ضد «انفصاليين ايرانيين اكراد» ينشطون على الحدود. ونقلت عن مسؤولين أكراد قولهم إن مئات من صهاريح النفط حمولة كل منها 226 برميلا على الاقل من النفط الخام والمنتجات المكررة تدخل ايران يوميا من قرية بنجوين وموقعين حدوديين آخرين في كردستان العراق.