الإبداع في المونديال لا ينحصر مجاله في المستطيلات الخضر فقط بل يتجاوزها ليصل الى المدرجات حيث يفتك المشجعون زمام النجومية من اللاعبين أو على الأقل يشاركونهم فيها. المونديال لا يجمع مختلف المدارس الكروية باختلاف المنتخبات بل هو ملتقى للحضارات والثقافات ومهرجان للتقاليد والعادات وكل ذلك يتجلى في مختلف ابتكارات الجماهير لتشجيع منتخباتها إذ يستمد كل جمهور من ثقافة بلده وحضارتها ما يبتدع به طريقة فريدة من نوعها للتشجيع تكون حافزا أقوى ودافعا أشد للاعبي بلده لبذل أفضل ما لديهم فوق الميادين. كرنفال ريو دي جانيريو في جنوب إفريقيا شيئان يعتبران علامة مميزة للبرازيل هما كرة القدم وكرنفال ريو دي جانيريو السنوي هذا المحفل الذي يختزل حضارة البرازيل ومختلف عادات وتقاليد شعبها يرافق «السيلساو» حيثما لعبت في مختلف الملاعب التي احتضنت مباريات البرازيل كانت مدرجاتها حافلة بعينات من الكرنفال الشهير اقتبسها الجمهور لشحذ عزائم زملاء كاكا وأكدت أن إبداع لاعبي «الصامبا» على الميادين لا يوازيه إلا إبداع جمهورهم على المدرجات. «الهنود» في الموعد باستثناء البرازيل فإن بقية منتخبات القارة الأمريكية لا تجد في جماهيريها سندا كبيرا من خلال تقليعاتهم التشجيعية وابتكاراتهم اللافتة للإنتباه فمشجعو الأرجنتين يكتفون بارتداء أقمصة المنتخب ورفع أعلام بلدهم فحسب رغم أنهم في مبارياتهم المحلية تنازع مدرجاتهم في أحيان كثيرة ملاعبهم على لفت الانتباه وقد يكون لغياب الخلفية الثقافية الموغلة في القدم دور هام في فقدان جمهور «الألبيسيليستي» لروح المبادرة وهذا ينطبق على جماهير الأوراغواي والباراغواي والشيلي والهدوراس والولايات المتحدةالأمريكية التي عوضت ذلك بحضور رؤسائها القدامى خاصة بيل كلينتون الذي لفت إليه الإنتباه في هذا المونديال. الإستثناء جاء من جمهور المكسيك المتشبع بثقافة الهنود الحمر وإلمامه بحضارة موغلة في القدم نرى بعض تجلياتها في ابتكارات جماهيرها على المدرجات. لغة الجمال وثقافة الغابات تعتمد منتخبات القارة الأوروبية على الجمال الصارخ لفتياتها في خلق أجواء تحفيزية على مدرجاتها فالجميلات يزين المدرجات بجمالهن ويصنعن لوحة بديعة تأسر الإعجاب إضافة طبعا الى صبغ الوجوه بالألوان المميزة لأعلام بلدانهم وهذه نقطة يشتركون فيها خاصة مع جماهير المنتخبات الإفريقية خاصة السمراء منها التي تعتبر صبغ الوجوه عندهم ممارسة تراثية يعتمدونها لشحذ الهمم عند الخروج الى الصيد وهو الوسيلة الأولى لديهم للعيش قديما. كما أن الصلة الوثيقة بين الإفريقي والحيوانات جعلت الجمهور يستعير أشكالها ورؤوسها ليستعملها في مخلتف تعبيراته التشجيعية.