خمدت ليلة الجمعة آخر النيران في الحرائق الثلاثة التي اندلعت في 3 أماكن مختلفة من غابات ولاية سليانة بعد أن خلفت قتيلين وجريحا واحتراق ما يفوق 155 هكتارا من الغابات. الحصيلة موجعةلكن ما يجمع عليه جميع الملاحظين أن اجتهاد أعوان الحماية المدنية وإدارات الغابات والداخلية (الحرس الوطني خاصة) والجيش الوطني والتجهيز... حال دون الوصول الى نتائج كارثية بالنظر الى قوّة النيران المدعومة بريح الشهيلي ووعورة المسالك الغابية بالاضافة الى اختلاف أماكن الحرائق الثلاثة. وقد تواصلت حتى ظهر امس (السبت) الاجراءات الوقائية الى الحيلولة دون تجدد الحرائق الثلاثة. وكان الحريق الاخطر اندلع بعد ظهر الخميس في غابة بوعدلية بكسرى وتطلب الاستنجاد بطائرتين (احداهما مختصة في اطفاء الحرائق) وبشاحنات الاطفاء والآلات الكاسحة. واستعانت الحماية المدنية في سليانة بتعزيزات من الجهات المجاورة مثلما استعانت إدارة الغابات في سليانة بادارات الغابات المجاورة ونتج عن هذا الحريق وفاة سائق شاحنة اطفاء (تابعة لادارة الغابات بسليانة) صحبة مرافق له بسبب انقلابها وهي في طريقها الى مكان الحريق كما أصيب مرافق آخر في هذا الحادث. واستمرت جهود الاطفاء دون توقف حتى الثامنة من الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت بالاعلان عن السيطرة تماما عن كل بؤر النار بعد ان احترق 145 هكتارا. وعلمنا أن الرائد منير الريابي (المدير الجهوي للحماية المدنية بسليانة) أعطى تعليماته ابان الحريق باجلاء 6 عائلات مجاورة وكلف عددا من أعوانه بحماية المساكن والحيلولة دون اقتراب ألسنة اللهب منها فنجت بذلك العديد من الأرواح. ولعل ما زاد في صعوبة عمل الاطفائيين وتشتيت جهودهم اندلاع حريقين آخرين أحدهما ضرب غابة عين بوسعدية قرب جبل برقو ليلة الخميس واندلع الاخر في جبل بلوطة ليلة الجمعة لكن تمت السيطرة عليهما بعد أن أثر الاول على 10 هكتارات وأحرق الثاني نصف هكتار تقريبا.