حذر مسؤولون إيرانيون أمس من الانزلاق نحو حرب طائفية في مدينة زاهدان، مركز إقليم سيستان بلوشستان، التي شهدت أمس اضطرابات شديدة بعد التفجيرين الانتحاريين اللذين أوديا بحياة العشرات من بينهم عناصر من الشرطة والحرس الثوري والقوى الأمنية الأخرى، فيما اتهمت ايران أمس دولا غربية وإسرائيل بالضلوع في تدبير الهجوم المزدوج. وذكرت مصادر مطلعة من المنطقة ل«العربية.نت» أن المتاريس انتشرت في عدد من شوارع المدينة التي تفصل السنة والشيعة، خصوصا شارع فاضلي. وقامت جماعة من المتطرفين الشيعة بمهاجمة محال تجارية تعود الى أهل السنة البلوش، وأضرمت النار في 3 أسواق رئيسة وهي: «بازار جهار راه رسولي»، و«بازار روز»، و«بوتيك تاناكو» الواقع في شارع بهشتي زاهدان. وتعرضت الأسواق التجارية للبلوش السنة لاعتداءات متكررة، وكان المهاجمون يطلقون شعارات «الموت للمولوي عبد الحمدي»، إمام الجمعة للسنة في زاهدان، وهو رجل دين معتدل ندد بالاعتداءين اللذين نفذهما انتحاريان الخميس الماضي أثناء الاحتفال بذكرى ولادة الإمام الحسين. وأكد شهود عيان أن مسلحين من المتطرفين الشيعة شوهدوا في شارع فاضلي وذكروا أن الشرطة تدخلت للسيطرة على الموقف ومنع وقوع صدام مسلح بين الجانبين. وتؤكد التقارير أن أحد الأسباب وراء الارتفاع في عدد ضحايا الانفجار هو التأخر في إرسال فرق الإنقاذ وسيارات الإسعاف والشرطة إلى منطقة التفجير. وعزت التقارير التأخير إلى مخاوف من العاملين في هذه المرافق من التعرض لهجمات انتقامية، إما من قبل الشيعة أو من قبل جماعة «جند الله» نفسها، وما إذا كانت تخطط لتنفيذ تفجيرات إضافية، خصوصا أن التفجير الثاني نفذ بعد تجمع الناس لإسعاف ضحايا التفجير الأول. وأكد أحمد رادان، نائب قائد قوى الأمن الداخلي والشرطة، أن 40 شخصا اعتقلوا أثناء محاولتهم إثارة فتنة طائفية في زاهدان.